علمت ''النهار'' من مصادر أمنية مطلعة ، أن الأسباب الرئيسية التي كانت وراء إلغاء أول صفقة خاصة بإنجاز مقر جديد للمديرية العامة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية بمدنية باب الزوار، تتمثل في فوز مجمع ''كوسيدار'' بالمناقصة، الأمر الذي أدى إلى فتح تحقيق سري حول ممتلكات المدير العام للجوية وحيد بو عبد الله وممتلكات أبنائه، إلى جانب الإتصال بمدير الشركة الفائزة بالصفقة لمعرفة الأسباب وذلك بحكم العلاقة التي تربط الرجلين. وحسب المصادر ذاتها التي رفضت الإفصاح عن هويتها، فإن فتح التحقيق الذي كان بأمر صادر عن المدير السابق للأمن الوطني، الشهيد علي تونسي، كان بسبب التشكيك في فوز مجمع ''كوسيدار'' بصفقة إنجاز مشروع المقر الجديد لشركة الخطوط الجوية الجزائرية بمدنية باب الزوار عن طريق التراضي، وهذا في وقت كانت فيه مؤسسة كوسيدار قد انتهت من أشغال البنية التحتية للمشروع، حيث تم على إثر هذه المعطيات المتوفرة فتح تحقيق أمني حول حسابات مدير الجوية الجزائرية وممتلكات أبنائه من خلال الإستعانة بالمركز الوطني للسجل التجاري، للكشف عن السجلات التجارية لأبناء بوعبد الله الأربع لمعرفة ما إن كان والدهم قد زادت ممتلكاته بعد هذه الصفقة المشكوك فيها. إلى جانب ذلك فقد تم التشكيك حتى في مكتب الدراسات اللبناني ''خطيب وعلمي'' في طريقة فوزه بالمناقصة، حيث أوضحت مصادرنا في هذا الشأن أن المسؤول الأول للجوية الجزائرية قد تمت مساءلته، وهذا رغم أن مكتب الدراسات قد فاز بالمناقصة في عهد المدير السابق للمؤسسة الراحل ''الطيب بن ويس''. وقد أسفرت هذه التحقيقات التي طالت حتى رئيس مدير عام مجمع ''كوسيدار'' عن تراجع هذا الأخير عن الصفقة، ليتم بعد ذلك الإعلان عن مناقصتين ليعقبهما إعلانان بعدم الجدوى، ومن ثم الإعلان عن مناقصة ثالثة فازت فيها مؤسسة أجنبية بتكلفة إنجاز إجمالية قدِرت ب8 ملايير دينار، حيث تم رفض الإعلان الرسمي عن اسم المؤسسة إلا بعد اطلاع الوزير الأول أحمد أويحيى'' على التقرير المفصل الذي أرسِل إليه، وإعطاء موافقته النهائية بشأن الشركة الفائزة بالمناقصة تفاديا لتسجيل أية تجاوزات أخرى بشأن المشروع. مدير كوسيدار ''شاركنا في مناقصة المشروع بسبب نقص عدد المشاركين'' أوضح، لخضر رخرورخ، رئيس مدير عام مجمع ''كوسيدار''، أن فوز شركته في أول مناقصة خاصة بإنجاز مشروع مقر شركة الخطوط الجوية الجزائرية بباب الزوار، كان بسبب نقص عدد المشاركين، حيث تم تسجيل اسم ''كوسيدار'' إلى جانب اسم إحدى يالشركات الصينية، وأضاف أن شركته تراجعت عن المناقصة واستغنت عنها كلية بسبب تماطل إدارة الجوية الجزائرية والحصول على مشاريع جديدة أخرى مستعجلة، حيث أنه ورغم الإعلان عن مناقصة ثانية للمشروع نفسه، إلا أن كوسيدار رفضت المشاركة. بوعبد الله'' المناقصة كانت عادية ونتائج التحقيق لم تورط أي طرف'' أوضح، وحيد بوعبد الله، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، بأن كوسيدار لم تفز بمناقصة مشروع إنجاز مقر المؤسسة عن طريق التراضي وإنما ذلك كان بطريقة قانونية، وأن نتائج التحقيقات التي فتِحت بشأن المناقصة كانت عادية ولم تورط أي طرف في القضية، كما أن الإعلان عن 3 مناقصات لمشروع واحد أمر عادي ويدخل في إطار البحث عن المؤسسة المناسبة لإنجاز المشروع.