العنوان البارز والذي يمكننا أن نصف به الإعلام المصري هذه الأيام هو ''الكل يدعي محاربة الفتنة لكن الكل يشارك فيها''، هذا الإعلام الذي يبدو أنه لم يحفظ الدرس جيدا رغم ما تلقاه من دروس وعبر بعد نكسته في الأيام الماضية، فقد بدأ هذا الإعلام غير النزيه في النفخ في النار منذ أن وطأت أقدام بعثة الأهلي المصري أرض الجزائر لمواجهة شبيبة القبائل في إطار لقاء الذهاب من دوري أبطال إفريقيا. وبدأت الآلة التحريضية تضخم وتهول كل شيء في تيزي وزو فحولت سقوط الأمطار في تيزي وزو إلى فيضانات وانحراف الحافلة إلى نجاة من موت محقق وفرضية تدبير الحادث وطوبة المراهق إلى رشق بالحجارة عن طريق كمين نصبه العشرات من الأنصار... المهم تأجيج المشاعر ورفع درجة الحقد لدى المصريين على كل ما هو جزائري، هذه السياسة التي انتهجتها بعض الصحف المحرضة على العنف جعلت أنصار الأهلي هناك يتوعدون نادي شبيبة القبائل بالذبح والقتل في صورة تعيدنا إلى أيام اشتعال الأزمة عندما كان ذبح البلطجية على لسان كل مصري، ولعل حركة البدري مدرب النادي الأهلي والتي رصدتها كل عدسات التصوير خير دليل على أن هذا الشعب ''بلطجي'' عن حق، فإذا كان رد فعل المدرب هكذا فكيف سيكون رد الأنصار المتعصبين في لقاء العودة في ملعب القاهرة ؟ لقد كانت حركة البدري بداية جديدة للتعصب الذي يبدو أنه سيزيد في الأيام القليلة المقبلة، ورغم أننا لا نتمنى أن يحدث شيء في القاهرة عندما تلعب شبيبة القبائل لقاء العودة مع النادي الأهلي إلا أنه لو يصيب أي مكروه لاعب من أشبال غيغر فإن الرد سيكون عنيفا من قبل الجزائريين الذين ذاقوا ذرعا بهذه التصرفات البهلوانية، لا نقول هذا الكلام من أجل الفتنة لكن ثمن تهور أنصار الأهلي سيدفعه نادي الاسماعيلي الذي يبدو أن المصريين نسوا أن ناديهم سيكون مجبرا على السفر إلى الجزائر في الشهر القادم للعب لقاء العودة وعلى نفس الملعب الذي لعب فيه غريمهم النادي الأهلي، لكل هذا فإن أي تصرف طائش آخر بادر من الأهلاويين الذين يمارسون هذه الأيام التهديد والوعيد قد يزيد الطينة بله ويوسع الخلاف والانشقاق ليصل إلى أعلى مستوى لذلك فإن السلطات المعنية هناك مطالبة برفع درجة التأهب الأمني أيام إقامة الشبيبة هناك لتفادي أي طارئ قد يعصف بكل شيء حتى كرة القدم المصرية قد تذهب في ''ستين داهية'' بسبب التعهد الذي أمضاه سمير زاهر، والذي يبدو أن أنصار الأهلي قد نسوه، فالتعهد الذي أمضاه رئيس الاتحادية المصرية لكرة القدم على خلفية العقوبات المطبقة على مصر من قبل ''الفيفا'' بعد اعتدائها على حافلة ''الخضر'' ينص على إقصاء المنتخب القومي المصري وكل الأندية المحلية من أية منافسة ترعاها ''الفيفا'' لمدة أربع سنوات، وذلك في حالة ثبوت أي اعتداء على بعثة النادي الضيف أو أي تصرف بلطجي من قبل الجانب المصري، لكل هذا على المصريين أن يفكروا جيدا قبل أن يقوموا بأي خطوة بهلوانية من شأنها أن تفقدهم كل شيء، نواديهم ومنتخبهم القومي الذي لن يشارك لا في كأس إفريقيا ولا كأس العالم في حال ثبوت أي تجاوزات على الكناري الذي سيكون هناك في القاهرة في 29 من الشهر الجاري مثلما صرح حناشي ولا عبوه من أجل الفوز. قال إن نقاط لقاء القاهرة ستكون مضمونة البدري: ''الشبيبة ليست أفضل الفرق في المجموعة ولا تستحق الصدارة لأنها تعتمد على الخشونة وإرهاب المنافس عاد حسام البدري، المدير الفني لنادي الأهلي، ليطل علينا هذه المرة ويظهر حقده الدفين للجزائريين وغيرته المتنامية من نادي شبيبة القبائل الذي فضحه وتغلب عليه فوق المستطيل الأخضر، فقد صرح البدري ليومية الدستور المصرية بأن فريق شبيبة القبائل الجزائري ليس أفضل فرق المجموعة وأنه لا يستحق صدارتها ويعتمد على الخشونة في أدائه وإرهاب الفريق المنافس طوال الوقت ولم يستحق الفوز علي الأهلي، ولولا الأخطاء التحكيمية لحكم المباراة لحقق الأهلي الفوز أو على أقل تقدير التعادل وعاد بنقطة من تيزي وزو، على حد قول البدري، وواصل تهجمه على الحكم ووجه سؤالاً إلى الاتحاد الأفريقي عن سر تعيين الحكم التوغولي لإدارة مباراة مهمة في دور الثمانية، وقال أن هذا الحكم لم يكن في مستوى الحدث والمسؤولية، ورغم أنه كان ممن أجج الصراع في لقاء الشبيبة بعد الحركة التي توجه بها إلى جمهور الكناري الذي كان في الملعب والتي توعده فيها بالذبح عند القدوم إلى القاهرة فقد زعم أن حزنه شديد بعد تجدد الأزمة بين الشعبين المصري والجزائري بعدما وصلت إلى طريق جيد في ظل الاستضافة الجيدة من جانب الاسماعيلي لشبيبة القبائل الجزائري، واتهم الجزائريين بتجديد الأزمة من جديد بين الشعبين، كما واصل الحديث عمّا أسماه الجحيم والجو اللارياضي في ملعب أول نوفمبر والذي كان سبب خسارة ناديه على حد قوله، واختتم حسام البدري تصريحاته بأن الأهلي قادر على التأهل، خاصة أن أمامه ثلاث مباريات ب 9 نقاط، منها مباراتان على ملعبه ب 6 نقاط، وأبدى ثقته التامة في تحصيل النقاط الثلاثة أمام الشبيبة دون أي عناء.