أمامنا 60 سنة من التفاني للمسرح والسينما، هذا ما نودّع اليوم ، هذا ما نحمل على أكتافنا إلى المثوى الأخير، نودّع اليوم عملاقا آخر، أحد الذين أفنوا حياتهم عطاء للثقافة والإبداع والجمال، أحد الذين صنعوا وعايشوا آباء المسرح الجزائري وروّاده، أحد الذين صنعوا وأسسوا وأعطوا علمهم الفني ومعرفتهم وتجاربهم لثلاثة أجيال، أحد الذين آمنوا برسالة المسرح والسينما ثقافة وتربية وسياسة وجهادا لأنه كان مجاهدا على خشبات المسرح خارها لتحرير هذا الوطن. بهذه الكلمة التأبينية، كان توديع الفنان الكبير « عمي العربي زكال » الذي ووري التراب ظهر أمس السبت، في مقبرة سيدي محمد بالعاصمة وبعدما ألقى عليه زملاؤه الفنانون والمثقفون والمجاهدون النظرة الأخيرة في قصر الثقافة، في حين غابت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن الحدث. وبأسف وحسرة وتنديد كبير، ودّع الفنانون الجزائريون زميلهم الفنان صاحب المشاركات الكثيرة في "معركة الجزائر"، "ريح الجنوب"، العفيون والعصا"،"سنوات الجمر"، "البوابون"وأعمال كثيرة جدا أخرى رفقة زوجته الفنانة وهيبة زكال. وقد تقربت "النهار" من بعض الفنانين الذين حضروا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد، وسجّلنا لكم معهم هذه التنديدات خاصة للوضعية التي آلت إليها حالة الفنان في الجزائر. فريدة صابونجي: "العربي أخي وعملت معه قبل الإستقلال" أتذكّر من المرحوم صغري وبداياتي، لكوننا بدأنا مع بعض، العربي أخي وزميلي ورفيق دربي، عملت معه كثيرا في السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة، ربي يرحمه، عانى كثيرا في آخر أيامه، وهذا ما آلمني كثيرا لأنه لا يوجد أي قانون يساعد الفنان على الخروج من الأزمات التي يتعرض إليها بعدما يتوقف عن العطاء، "العربي" الحمد لله عاش مستورا ومات مستورا، ربي يرحمه ويسكنه في جنته. صويلح: "الجزائر فقدت فنانا عظيما" رغم أنه شارك معه في مسلسل واحد، إلا أن الممثل صويلح كان جدّ متأثر لفقدان الممثل الكبير "العربي زكال"، وقال "عملت معه، لا أتذكر العمل بالضبط، لكنني أتذكر جيدا أنه كان فنانا عظيما ويساعد الصغار، كنت ألتقيه دائما في المساجد خاصة عندما كنا نصلي مع بعض، فهو رجل ظريف جدا ولم يؤذي أي أحد في حياته وأعماله اليوم التي تتحدث عنه. رحمه الله وألهم ذويه الصبر والسلوان وأتمنى ألا يلتقي الفنان في الجنازات فقط، ويتذكروننا بنادي نلتقي فيه لنعرف أخبار بعضنا البعض ويزرو كل واحد منا الآخر ويقدم له يد المساعدة لكون لا يوجد قانون يحمينا. حسان بن زراري: "عملت معه في سنوات الجمر" "سنوات الجمر" كان أول لقاء لي معه، إنسان عظيم ومحترف في عمله بمعنى الكلمة، أنا شخصيا تعلمت منه الكثير وأعتبر وفاته خسارة كبيرة للفن الجزائري والعربي عموما لأنه إنسان فنان في كل شيء، رحمه الله.. الجزائر لن تجد من يخلفة. رحمه الله. عتيقة طوبال: "فقدت في عمي العربي أبي الذي لا أتذكره" الفنانة عتيقة كانت تبكي بحرقة كبيرة وسط جمع غفير من الفنانين، وقالت إنها عرفت المرحوم من قرب، حيث كان يناديها بابنتي، شاركت معه في مسلسل "شفيقة" وكان نعم الأب لي، إنه حبيب الجميع، ونعم الأخلاق، وفي فقدان شعرت أن والدي توفّي مرة أخرى لأنه كان فعلا بمثابة الأب الذي لا أتذكره كثيرا. فريدة كريم: "فقدت الجزائر عملاقا آخر" وقالت الممثلة فريدة كريم إن الجزائر فقدت عملاقا حقيقيا في شخص الفنان الكبير العربي زكال، الذي يعتبر ربما الوحيد الذي شارك في كل الأعمال الخالدة في السينما والمسرح والتلفزيون الجزائري. وقالت كذلك إنها لا تنسى مشاركتها معه في مسلسلات "الغايب" و"شفيقة" وكل الأعمال الأخرى التي تبقى من أهم الأعمال بالنسبة لها. كان عمي العربي صديق وحبيب الجميع.. رحمه الله، تقول فريدة. نوال زعتر: "شاركت معه في أول عملي لي وكان نعم الأب" من جهتها، تذكرت الممثلة نوال زعتر بدايتها الأولى مع المرحوم العربي زكال عندما شاركت معه في فيلم "ريح الجنوب"، عندما قام بدور "مير الدشرة"، والذي يعتبر بطاقة دخولها إلى عالم الفن والتمثيل. "عمي العربي" فنان متكامل وصديق وأب وأخ والجزائر فقدت فيه فنانا كبيرا وعملاقا من عمالقتها. "غاضني كثيرا لأنه منذ مدة لم يشارك في أي عمل ونفس المشكل الذي يعاني منه كل فنان، منذ ذهاب حمراوي أصبحنا لا نلتقي، الممثلة فريدة عماري تعاني في صمت ولم تجد ما تأكله ولم يلتفت إليها أحد". عايدة كشود: "يجب أن لا نلتقي في الجنازات فقط ونطالب بنادي للفنانين" بنبرة صوت حزينة جدا وصراخ وبكاء وتنديد للوضعية التي يجد الفنان الجزائري نفسه فيها، تكلمت الفنانة عايدة كشود عن الفنان الراحل العربي زكال وقالت "عملت معه قبل رمضان في مسلسل يتكلم عن التغيرات التي حصلت في العاصمة مثل "مزاحم الجزائر"، عائلة زكال معروفة مناضلة، إنسان كبير، غضبت كثيرا للطريقة التي توفّي بها الفنان الكبير، لا يوجد مكان يلتقي فيه الفنانون، لم أكن أعرف أنه مريض، ربما لو زرناه في المستشفى لكنا رفعنا من معنوياته، لا نلتقي إلا في الموت والجنائز، يجب أن يكون هناك ناد نلتقي فيه لنعرف أخبار بعضنا.. هذا كثير.. كل واحد يأتي دوره.. الكثير من الفنانين يعانون في صمت.. الشيء الذي آلمني أكثر كيف عاش قبل وفاته.. إنشاء الله يكون مثواه الجنة.. رحمه الله إنه فنان عظيم. موسى حداد: "أتذكر مشاركتي معه في "معركة الجزائر" أما المخرج الكبير موسى حداد، أرجعته وفاة الممثل العربي زكال إلى سنوات كثيرة إلى الوراء، السنة التي شارك معه فيها في الفيلم الخالد "معركة الجزائر"، حيث قصّ لنا بكل التفاصيل اللقطات التي سجلها معه وكيف كان يرمي بالحبل لتنفجر القنبلة في وجه المستعمر، تألم كثيرا المخرج حداد لفقدان أحد أصدقائه المخلصين، رغم أنه مضى وقت طويل على عدم لقائهما. إنه فنان ممتاز وأتأسف كثيرا لوفاته إنهم السابقون ونحن اللاحقون وإنا لله وإنا إليه راجعون.