محمد السادس غضب بعد توقيف بارون مخدرات سينغالي فتمت معاقبة ضابطي شرطة ؟ قائد الدرك الملكي متورط في قضايا فساد والجنرال بناني تحول إلى بارون صفقات الحليب كشف تقرير أصدرته سفارة واشنطن بالعاصمة المغربية الرباط، النقاب عن ضلوع الحكومة والنظام المغربيين في عمليات دعم أنشطة عصابات تهريب المخدرات والمتاجرة بها، عبر تهريبها إلى دول الجوار، سواء من خلال التغاضي عن أنشطتها والإكتفاء بقمع بعض الشبكات في مناسبات فقط، أو عبر معاقبة محاربي تهريب المخدرات من رجال الأمن في المغرب. ولأول مرة، تتحدث وثيقة رسمية أمريكية عن تورط المغرب حكومة وسلطات أمنية في قضايا فساد من قبيل تهريب المخدرات، حيث قال التقرير بناء على معلومات استخباراتية موثوقة، إأن مسؤولين في الشرطة المغربية يعملان على مستوى مطار الدارالبيضاء، جرت معاقبتهما في منتصف شهر أوت من عام 2009، لأنهما كانا وراء توقيف نجل الرئيس السينغالي وابن وزير من نفس الدولة متلبسين بحيازة مخدرات. وفجر التقرير ما يمكن اعتباره بالقنبلة، عندما قال إن الملك المغربي محمد السادس لم يتقبل توقيف نجل صديقه، في إشارة إلى رئيس السينغال، من دون استشارته ولا علمه، ليتقرر فيما بعد تبرئة الجناة ومعاقبة حماة القانون. وأوضح التقرير الذي حملت فقرة طويلة فيه عنوان ''خطوتان إلى الأمام.. خطوة إلى الوراء''، أن أحد المسؤولين في الشرطة المغربية تم نقله للعمل من الدارالبيضاء إلى مدينة العيون الصحراوية المحتلة، كإجراء عقابي، قبل أن يصف بعض عمليات قمع ومحاربة تهريب المخدرات التي تتم في المغرب، بأنها ''مُسيّسة''، في إشارة اتهام واضحة إلى نظام المخزن بالتستر والوقوف وراء عصابات ومافيا المخدرات الناشطة في كافة بلدان المغرب العربي. وفي شق آخر، تحدث تقرير ثان نشره ''ويكيليكس'' ويعود تاريخه إلى عام 2007، عن الفساد المستشري في الجيش المغربي، وبالأخص وسط كبار قادة المؤسسة العسكرية المغربية، حيث قال التقرير أن ''الجيش المغربي يعاني من الفساد والبيروقراطية، وانخفاض مستويات التعليم في صفوف منتسبيه من الضباط، إلى جانب وجود تهديدات مستمرة بالتطرف من بعض عناصره''، قبل أن يضيف بأن قائد جهاز الدرك الملكي، الجنرال حسني بن سلميان ''تحوم حوله شبهات كثيرة بالضلوع في قضايا فساد عديدة''. وفي هذا الموضوع، قال التقرير أن الفساد يضرب بجذوره في أعلى هرم المؤسسة العسكرية في المغرب، مضيفا استنادا إلى تقارير موثوقة أن الجنرال بناني وهو أحد أعمدة الجيش المغربي تحول إلى ''بارون في مادة الحليب''، وموضحا أن هذا الأخير يستغل منصبه كقائد للجيش في الصحراء الغربيةالمحتلة، للتلاعب بصفقات تزويد الجيش بالحليب الخالي من الدسم، محققا في ذلك ثروات بملايير الدولارات، إلى جانب تورطه رفقة جنرالات آخرين في صفقات مشبوهة تتعلق برخص الصيد البحري في الشواطئ الإقليمية للصحراء الغربيةالمحتلة، ليضيف نفس التقرير بالقول أن الجنرال بناني قام مثله مثل الكثير من قادة الجيش المغربي بتشييد قصر لعائلته من أموال الرشاوى. وأكد التقرير انتشار ظاهرة الفساد حتى في أوساط صغار الضباط، حيث قال إن عمليات ترقية هؤلاء تتم في غالب الأحيان بعد تقديمهم رشاوى لمسؤوليهم، موضحا أن الروح المعنوية لدى متوسطي الرتب بين ضباط الجيش المغربي متدنية كثيرا، بسبب ما وصفه التقرير بالسمعة السيئة التي التصقت بطريقة إدارة محمد السادس وتسييره للجيش، فيما لا تزال تسود حالة من عدم الثقة في القصر الملكي تجاه الجيش وكبار الضباط فيه خوفا من انقلابات عسكرية. قدم معلومات استخباراتية لواشنطن عن النووي الإيراني وحرضها على الجزائر المغرب وعد بإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل تقرير'' ويكيليكس'': ''الجزائر لم تنس دماء دبلوماسييها في العراق وطلبت مرارا معرفة هوية الجناة'' ''ويكيليكس'' يعري نظام المخزن ويكشف ازدواجية خطابه الرسمي حول قضايا عربية كشفت تقارير سرية جديدة نشرها موقع ''ويكيليكس'' وتتضمن مراسلات لسفارتي الولاياتالمتحدةالامريكية في الجزائر والمغرب، عن الوجهين المختلفين لكل من الحكومة الجزائرية وحكومة الرباط فيما يتعلق بالعديد من القضايا كالأمن والسلام في دول المنطقة العربية.ففي تقرير سري وجهته مصالح السفارة الأمريكية بالعاصمة المغربية الرباط، نقل المسؤولون الأمريكان هناك لمسؤوليهم في واشنطن، تحريضا مباشرا من طرف نظام المخزن المغربي ضد كل من الجزائروإيران، حيث قال التقرير إن مدير المخابرات المغربية الجنرال ياسين المنصوري، حذر المسؤولين الأمريكيين في لقاء جمعه بهم، من إمكانية امتلاك إيران القنبلة النووية خلال ثلاث أو أربع سنوات، وأضاف التقرير إن مدير المخابرات المغربية، قال لمحدثيه من المسؤولين الأمريكان بقوله أن عدوى انتشار الأسلحة النووية في المنطقة العربية والشرق الأوسط قد تمتد إلى دول أخرى منها الجزائر، في رسالة تحذير وتحريض مفضوحة ضد دولة عربية شقيقة تربطها بالمملكة المغربية علاقات تاريخية وجوار ومصير مشترك. غير أن تقرير آخر للسفارة الأمريكية في المغرب، صدر في 2007، قال بصريح العبارة، ''نحن لا نعتقد أن الجزائر تشكل تهديدا عسكريا وشيكا للمغرب. ومع ذلك يستمر المغرب في نشر مئات الآلاف من جنوده'' في حاميات عسكرية على طول الحدود بين البلدين وفي الأراضي الصحراوية المحتلة.وعرّى التقرير الذي نشره ''ويكيليكس'' عورات النظام المغربي بقيادة من يسمى ''أمير المؤمنين''، محمد السادس، حيث جاء في الوثيقة السرية إن وزير الخارجية المغربي الفاسي الفهري، وعد الأمريكان بأن مملكة ''أمير المؤمنين'' ستقوم تدريجيا بربط علاقات رسمية وعلانية مع إسرائيل، من خلال الاتحاد المتوسطي الذي كان بمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.وعلى الجهة المقابلة، كشفت تقارير أخرى تضمنت مراسلات بين السفارة الأمريكيةبالجزائر ووزارة الخارجية في واشنطن، عن عدم وجود ازدواجية في الموقف الجزائري الرسمي إزاء الكثير من القضايا الدولية والإقليمية، حيث جاء في أحد تلك التقارير أن الجزائر ملتزمة بالموقف العربي المتخذ بالإجماع في جماعة الدول العربية بخصوص مسار السلام مع إسرائيل، في إشارة واضحة إلى أن السلطات الجزائرية ترفض رفضا قاطعا كل شكل من أشكال التطبيع ما لم تحل القضية الفلسطينية بالشكل المتفق عليه في الجامعة العربية، إلى جانب إيجاد تسوية لقضية الصراع السوري واللبناني مع دولة الكيان الصهيوني بخصوص باقي الأراضي العربية المحتلة.نفي التأكيد عن ثبات الموقف الجزائري وتطابق الآراء المعلنة مع تلك المعبر عنها في الجلسات واللقاءات المغلقة، جاء بخصوص الموقف من القضية السورية، حيث قال التقرير أن ''الجزائر ترى أنه لا توجد جدوى من محاولة استبعاد سوريا''، في إشارة إلى محاولات الدول الغربية تحجيم دور سوريا في المنطقة العربية من خلال فرض حصار سياسي ودبلوماسي عليها. كما قال نفس التقرير أن الجزائر طلبت في أكثر من مرة من السلطات العراقية تقديم توضيحات بشأن قضية مقتل الدبلوماسيين الجزائريين في بغداد، ليضيف التقرير أن الحكومة الجزائرية لم تتلق أية إجابات أو معلومات بعد حول من يقف وراء عملية الإغتيال، قبل أن يشير نفس التقرير إلى أن الجزائر ما تزال غاضبة إزاء تلك العملية، وأن الحكومة الجزائرية ليست لديها النية بعد في إعادة فتح سفارتها في بغداد. وبشأن الملف النووي الإيراني، كشف التقرير عن أن الرئيس بوتفليقة خاطب مسؤولا أمريكيا في الموضوع، مضيفا أن بوتفليقة حث الأمريكان على الأخذ بعين الإعتبار كل خطوة إيرانية متخذة في إطار الجهود الدبلوماسية لحل المشكل، حتى ولو كانت تلك الخطوة صغيرة. قبل أن يضيف التقرير بأن الجزائر حثت على الجهة الأخرى، إيران، على التواصل مع منظمة الأممالمتحدة بشأن ملفها النووي، لتغليب الحلول والرؤى الدبلوماسية. كما لفت التقرير إلى وجود تعاطف تبديه الجزائر تجاه حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، من زاوية أنهما حركتا مقاومة شرعية تهدفان إلى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وهو نفس الموقف المعبر عنه بشكل رسمي وعلني من طرف الجزائر.أما بخصوص قضية الصحراء الغربية، فقد كشف التقرير السري عن أن مسؤولين جزائريين عبروا لنظرائهم الأمريكيين حرصهم على عدم زعزعة الإستقرار المغربي، مشددين على أن قضية الصحراء الغربية هي نزاع صحراوي مغربي، مطروح على طاولة الأممالمتحدة للفصل فيه