اندلعت مساء أول أمس، اشتباكات بين مجموعة من الجيش وأخرى من الحرس الجمهوري في حضرموت، في إشارة جديدة إلى الانقسام داخل الجيش اليمني بعد انضمام قياداته لثورة الشباب، رغم إعلان وزير الدفاع ولاء القوات المسلحة للرئيس علي عبد الله صالح الذي أكد بدوره أنه صامد وغالبية الشعب تؤيده. وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر إعلامية أن اشتباكا وقع مساء الاثنين، بين مجموعة من الجيش وأخرى من الحرس الجمهوري في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت أسفر عن إصابة ضابط وأربعة جنود، وأضافت أن هذه الاشتباكات استمرت نصف ساعة وقام خلالها الجانبان باستدعاء تعزيزات عسكرية، قبل أن يتمركز كل طرف منهما في جانب من المدينة، بينما انتشر عدد من الدبابات في مداخل مدينة المكلا، وتأتي هذه التطورات عقب تأكيد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد يوم الاثنين أن القوات المسلحة ستظل وفية للرئيس صالح، وأنها لن تسمح تحت أي ظرف بأي محاولة للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية أو انتهاك أمن الوطن والمواطنين -حسب قوله. وبالمقابل، أكد أن المؤسسات الدستورية ''ستظل وفية للاضطلاع بمهامها وواجباتها للحفاظ على الشرعية الدستورية والديمقراطية والوحدة والنظام الجمهوري وأمن واستقرار الوطن''. وفي سياق مماثل، التقى الرئيس اليمني أول أمس، مجموعة من مشايخ وأعيان وشخصيات اجتماعية وشباب وأعضاء مجالس محلية من أبناء ''مديريتي، صعفان، ومناخة بمحافظة صنعاء'' وأكدوا ولاءهم له ورفضهم الانقلاب على الشرعية الدستورية، وألح الرئيس علي عبد الله صالح خلال لقائه بهم على أنه صامد ''صمود جبال عيبان ونقم''، مضيفاً أن ''من يدعون للفوضى والعنف والبغضاء والتخريب هم قلة قليلة من مجموعة الشعب اليمني، بينما السواد الأعظم مع الأمن والاستقرار والشرعية الدستورية''. للإشارة، فقد تواصلت استقالات السفراء والدبلوماسيين وانضمام عدد من قادة الألوية والمناطق العسكرية لثورة الشباب السلمية، وكان من أبرز المنضمين للثورة قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء علي محسن صالح الأحمر، وقائد المنطقة الغربية محمد علي محسن الأحمر، وقائد اللواء 310 بمحافظة عمران العميد الركن حميد القشيبي، كما أن ثلاثة وزراء يمنيين قد استقالوا الأسبوع الماضي مما دفع الرئيس إلى إقالة حكومته بعد انقلاب جنرالات الجيش وتزايد عدد المطالبين برحيله الرئيس اليمني يستنجد بالملك السعودي لإجراء رئاسيات مسبقة كشفت مصادر موثوقة، عن أن شخصيات يمنية وسعودية تقوم بوساطة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في اليمن، في وقت لاتزال الضغوط متواصلة على الرئيس علي عبد الله صالح بعد إعلان قادة كبار بالجيش ومسؤولون وسفراء ورجال قبائل تأييدهم لثورة الشباب. وأكدت مصادر دبلوماسية في تصريح للموقع الإلكتروني ل''الجزيرة''، أن الرئيس اليمني طلب وساطة سعودية لدى قيادات المعارضة وشيوخ القبائل، كما ترددت أنباء عن أن الرئيس اليمني قد يعرض التنحي خلال ستة أشهر في مقابل تهدئة يتفق عليها بين الطرفين. وفي هذا الشأن، قال بين رود نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن واشنطن تعمل على إجراء حوار سياسي بين أطراف الأزمة اليمنية لإنهاء ما سماه العنف في اليمن. ويأتي ذلك، في ظل تصاعد الضغوط على نظام الرئيس اليمني بعدما أعلن قادة كبار بالجيش إضافة إلى مسؤولين وسفراء ورجال قبائل تأييدهم لثورة الشباب، في الوقت الذي تصاعد فيه الضغط الخارجي ما بين منتقد للعنف وداع لتنحي الرئيس. ومن جهة أخرى، وحسب ما أفاد به خبراء عسكريون فإن النظام تلقى ضربة موجعة عندما أعلن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء علي محسن صالح الأحمر انضمامه للثورة، تبعه قائد اللواء 310 بمحافظة عمران العميد الركن حميد القشيبي قبل أن يلحق بهما عشرات الضباط من رتب متنوعة بينهم قادة لألوية ومناطق عسكرية. وعلى صعيد آخر، جدد رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ عبد المجيد الزنداني، دعوته للرئيس صالح إلى التنحي، وأكد أنه بات واضحا عدم قدرة هذا الأخير على إدارة البلاد، ودعا جميع أفراد القوات المسلحة إلى الانضمام إلى ثورة التغيير مع بقية الشعب اليمني. كما تواصلت في الوقت نفسه استقالات سياسيين ودبلوماسيين يمنيين، حيث شهد أمس، إعلان سفراء اليمن لدى كل من سوريا والسعودية، ولبنان ومصر والجامعة العربية والصين عن استقالاتهم وتأييدهم للمحتجين، بعد استقالة ثلاثة وزراء يمنيين الأسبوع الماضي، مما دفع صالح إلى إقالة حكومته، لكن لم تتوقف الاحتجاجات المنادية بإسقاطه.