السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: مشكلتي يا سيدة نور مع أهل زوجي، الذين يسخرون مني ويعتبرون أنفسهم الأذكى، و يتهمونني بأنني لا أخدم زوجي وهذا ليس صحيحا، فهناك أمورا كثيرة أتنازل عنها لاتقاء شرهم، كما أنهم يتصفون بالغيرة وهم من النوع الذي في حضور الشخص يكثرون من المجاملات، وحينما ينصرف تبدأ ألسنتهم بسبه وغيبته والتذمر منه، ومع ذلك كانت علاقتي معهم شبه مستقرة لأنها مبنية على الزيف ليس إلا. لقد كرهت هذا الوضع، حتى زوجي مل منهم وأمرني بعدم الاهتمام بهم عندما يأتون لزيارتنا لكنني أخشى أن تتفاقم الأمور لو فعلت ذلك . أرجوا النصيحة ورشد وجازاك الله كل خير. خ/مستغانم الرد: عزيزتي، عندما يتعلق الأمر بالخلافات بين الناس خاصة أهل الزوج، يبدأ الشيطان بتزين المساوئ وتكبير الأخطاء، وتضخيم الكلمات لتصير كالجبال التي تكاد تهوى على الرؤوس، فيشعر المرء بالغضب ولا يحسن حينها التفكير والتدبر ويتعجل القرار، فيعيش المرء في اضطراب وقلق وملل ويزداد كرها وألما. عزيزتي، التعامل مع أهل الزوج فن يحتاج من كل زوجة أن تفهم مداركه ومداخله وآلياته وتفاصيله، لأن السبب الرئيس واحد، وهو شعور أهل الزوج بأن ابنهم قد تم خطفه واحتباسه من زوجته، وهنا تبدأ المشاعر تشتعل والغيرة تدب، والشيطان ينفخ فيها. وهنا يجب أن تحسن الزوجة التعامل مع أهل الزوج واكتسابها لمشاعرهم وأخذهم تحت ذراعها واكتساب قلوبهم من خلال الكلمات الرنانة الجميلة والإطراء وإبداء الإعجاب بأقوالهم وأمثالهم وسلوكهم والإطراء على تربيتهم لابنهم زوجك مع بعض الهدايا لأم الزوج وأخواته ولو بتصنع المناسبات لذلك واسترضاء الأم في الحديث معها ومناداتها بأمي الغالية أو أم الغالي، وشيء من هذا القبيل، فهذا ومثله يحرك المشاعر ويرقق القلوب ويكسر حدة الغيرة ويبعد عنك بغضاءهم وحسدهم وكرههم، - إن وجد - ولا أظنه ذلك لأن الأم مهما كان تحب ابنها وتحب كذلك من تسعد ابنها، مع مراعاة عدم الإطالة في الزيارات وعدم الاحتكاك غير المبرر، وعدم التداخل في الأمور الخاصة والعائلية إلا لضرورة، وإن جمعتك بهم مناسبة فكوني مبادرة بخدمتهم وتلبية متطلباتهم، وما هي إلا دقائق وتنتهي، حتى ولو طلب زوجك عدم القيام بالطبخ أو الخدمة فذكريه بأنهم مثل أهلي وأحب خدمتهم، وبادري بكلماتك المعسولة وعباراتك الجميلة التي تقرب القلوب بالألفة والمحبة والمودة. يمكنك تصنع استشارة أم زوجك في بعض الأمور حتى ولو كنت قد اتخذت فيها قرارا أو أن قرارك لن يتأثر بها أو فعلا تحتاجين إلى مشورة، فهذا يشعرها بأنك ابنتها وأقرب إليها. لا تقطعي صلتك بهم نهائيا، ولتكن زيارتاك على فترات معقولة، مع الاتصال بالهاتف، ومدحهم في حضورهم أو في حضور من يبلغهم هذا المديح والإطراء، فالقلوب تعشق مثل هذا وخاصة النساء. فهذا وغيره مما لا يخفى عليك يكسر حدة الغيرة، ويبطل الحسد، ووئد الضغينة، ويقرب المسافات ويسعد زوجك ويزداد حبه لك، ويرتاح من وسوسة أهله عليك وتوقفهم عن غيبتك، وإن وصلك شيئا من الغيبة فردي بأنهم أناس طيبون وشرفاء لا يقولون مثل هذا، وإن كانوا قد قالوا فهم يمزحون، وهكذا لتمضي عجلة الحياة بسلام. ردت نور