وعن أسباب الخلاف فهي متعددة، ولكّن سأشير إلى بعضها، منها بسبب مزاجية الزوجين أو أحدهما. وأيضا قلة الثقافة والتعليم لأي من الزوجين أو انعدامهما، إذ لهما علاقة في استيعاب أي خلاف يحدث بين طرفين، لأنّ الثقافة أمر مهم تساعد على حل المشاكل أو على إيجاد حل لمشكلة ما. الخلاف عندما يكون بسيطا ويمكن حله لا يشكل خطرا على الحياة الزوجية، ولكن عندما يصل الخلاف إلى الطلاق، فذلك هو الخطر الحقيقي الذي يهدّد كيان أي أسرة، والحياة الزوجية مملوءة بالخلافات حتى ولو كان الزوجان على درجة عالية من الفهم والتعليم والثقافة. الخلاف لا ينشب بين الزوجين، إلاّ إذا كانت هناك مشكلة يراد حلها، وكل خلاف في العالم حتى ولو كان بين الأفراد يحدث حول نقطة معينة، ومعظم خلافات الأزواج متعلقة بالأداء حول حدث معين كأن يعاند أحدهما الآخر حول تربية الأبناء أو حول موعد للخروج من المنزل للزيارة أو النزهة.. إلخ. ومن هذا العناد تحدث المشاكل ويكبر أو يصغر حجمها بالاعتماد على مدى التفاهم بين الزوجين.أمّا بالنسبة لتراجع أحدهما بحثا عن الحل، في الحقيقة لا يوجد ما يمكن تسميته بالتراجع في مثل هذه القضايا، فمن الأولى أن يتنازل أحدهما إذا كانا جميعا على صواب أو يتنازل المخطئ إذا كان السبب في حدوث المشكلة، وهذا أمر طبيعي، أمّا في حالة حدوث خطر لم يتنازل عنه الطّرفان فما عليهما إلاّ اللّجوء إلى طرف آخر من أهل الزوج أو الزوجة لحل الخلاف بينهما، حتى لا تكبر المشكلة ويصعب حلها، خصوصا إذا كان الطلاق حلا مطروحا للمشكلة بين الزوجين.بالطبع تأثير هذه الخلافات على الأبناء كبير جدا. وقد يكونون متأثرين في تركيبتهم النفسية. وربما تلهي مشاكل الأب والأم عن مراعاة الجانب التربوي لأبنائهما، ما يفقد الأبناء الثّقة بالحياة الزوجية، وربما يكونون معقدين من الزواج مترددين في الإقبال عليه، في حال رؤيتهم للمشاكل بين والديهم..