حذّر الباحث الدكتور محمد هدير أستاذ بجامعة تكساس بسانت أنطونيو، من الهيمنة الكونية الأمريكية للعالم عامة والدول العربية خاصة، من خلال استعمال الإعلام كوسيلة لفرض الرأي إضافة إلى سيطرتها على أكبر المؤسسات العالمية العاملة في مجال صناعة الأخبار، داعيا في هذا الصدد السلطات إلى تبني إعلام حر يخدم مصالح الدولة في الداخل والخارج يتصدى لأي عدو خارجي يريد المساس بكرامة وسيادة الوطن باسم جلب الحرية والديمقراطية. وقال الباحث الدكتور خلال إلقائه لندوة بمركز البحوث الأمنية والإستراتيجية بعنوان "دور الإعلام في الهيمنة الكونية للولايات المتحدةالأمريكية"، أن أمريكا تسعى إلى تكوين نظام عالمي جديد من خلال الهيمنة الكونية لخدمة مصالحها في كل دول العالم، وذلك باستعمال وسائل الإعلام كوسيلة لصناعة القرار والترويج لأفكارها عبر دول العالم. وأكد الباحث أنّه أخطر من هذا هناك قنوات عربية تعمل لمصالح أمريكا، مثل قناة الجزيرة التي أصبحت تستشهد بها قناة "سي أن أن" الأمريكية في الحرب على ليبيا، ممّا يعني إعطائها تفويضا لخدمة المصالح الأمريكية في المنطقة، بعدما كانت الأولى عالميا، كما أضاف هدير، أن هناك أشخاص من العالم العربي والجزائر يعملون في مراكز بحوث أمريكية، داخله أو في بلدانهم كعملاء لأمريكا. وكشف الدكتور هدير أن الإعلام الأمريكي الذي يدعي الحرية المطلقة موجه لخدمة المخطط الأمركي المتبني لفكرة الهيمنة الكونية، موضحا في هذا الصدد، بحسب دراسة أمريكية، أن 118 شخص فقط بأمريكا يسيطرون على صناعة الإعلام، مشيرا إلى أن هذه المجموعة التي تشكل أعضاء مجالس أكبر المؤسسات الإعلامية "تمارس رقابة غير مقننة على 288 مؤسسة إعلامية أمريكية. وأضاف أنّ هذه المجموعة التي تتمتع بنفوذ مؤثر مثل نفوذ السياسيين، تتحكّم في توجهات جميع وسائل الإعلام الناشطة بالولايات المتحدةالأمريكية بطريقة تخدم النزعة الأمريكية للسيطرة على العالم، كما أشار ذات المتحدث، إلى أن الإعلام الأمريكي يساهم بشكل كبير في دعم توجهات السياسة الأمريكية الرامية لبسط سيطرتها على العالم، من خلال تأثيرها على صناعة الرأي العام العالمي والمحلي. وحذّر الدكتور هدير من تأثيرات الإعلام الأمريكي الذي يقوم بتزوير الحقائق وتلفيق السينريوهات وفقا لما يتماشى مع أهداف السياسة الأمريكية" داعيا المشاهدين إلى التحلي بالوعي الكامل خلال استقبال الرسالة الإعلامية من أية وسيلة إخبارية أمريكية، موضحا أنّ السياسة الأمريكية التي يعتبر التسلح من بين أبرز أولوياتها، حيث تعتمد في حروبها التوسعية على ترويج قضية الحرية وتجسيد الديمقراطية في الدول التي تعاني من قمع حكامها. كما وافقه المختصون المشاركون في هذه الندوة العلمية الهيمنة الإعلامية الأمريكية دوليا في المجالات الاقتصادية العلمية والسياسية، داعين إلى العمل على الاستفادة بذكاء من هذه التجربة.