نشب خلاف أمس بمطار قسنطنية بين قائد طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية ومدير شرطة الحدود وأربعة مدراء مركزيين في المديرية العامة للأمن الوطني من بينهم مدير الأمن العمومي على المستوى الوطني، انتهى بإقلاع الطائرة بدون البعثة للأمن الوطني التي كانت في مهمة رسمية شرق البلاد . وحسب مصادر في شركة الخطوط الجوية الجزائرية، رفضت الإفصاح عن هويتها، فإن الخلاف وقع بين الطيار ''خليفاتي.خالد'' 31 سنة المنتمي للنقابة المستقلة، ومدير شرطة الحدود ''خليفة أونيسي'' الذي كان يقود بعثة المدراء المركزيين للأمن الوطني قبل انطلاق الرحلة الجوية الممتدة من مطار قسنطينة باتجاه مطار هواري بومدين، بسبب اصرار قائد الطائرة على استفزاز مدير شرطة الحدود ومرافقيه الأربعة، بمحاولة إخضاع أمتعتهم لعملية تفتيش من طرفه وبشكل مثير، وهو ما أثار استياء وسخط الطيار الذي أصر على تفتيش كافة البضائع، قبل صعود أي مسافر إلى الطائرة، وبعد تأكيد رجل الأمن ومرافقيه للطيار استحالة إخضاع أمتعتهم للتفتيش، بحكم أن مهمتهم الأساسية تتمثل في تفتيش الأشخاص والأمتعة وأن هؤلاء كانوا قد أخضعوا أمتعتهم للتفتيش ''بالسكانير'' على مستوى المصالح الأمنية لمطار قسنطينة وفقا للإجراءات المعمول بها دوليا ،وقد ألح الطيار الذي كان في وضعية غير طبيعية على أهمية التفتيش. وعلى إثر هذه المزايدات والملاسنات الكلامية ما بين الطيار ومدير شرطة الحدود، فقد قاطع رجل الأمن ومرافقيه الأربعة ''أربعة مديرين مركزيين''، الرحلة الجوية الممتدة بين مطار قسنطنية ومطار هواري بومدين، حيث حطت الطائرة بأرضية الأخير في حدود الساعة الخامسة والربع مساء، دون أن يقودها هذا الطيار. وليست هذه المرة الأولى التي تنشب فيها خلافات ما بين مصالح الشرطة وطياري الجوية الجزائرية، حيث سبق وأن تم تسجيل عدة خلافات بين الطرفين في أعقاب الفترة التي تم فيها ضبط أحد الطيارين وهو يحاول تهريب العملة الصعبة باتجاه العاصمة الإماراتية دبي، أين تم إصدار قرار صادر عن الرئيس المدير العام السابق لشركة الخطوط الجوية الجزائرية وحيد بوعبد الله قضى بإخضاع كافة الطيارين لعمليات تفتيش قبل وبعد قيامهم برحلات جوية، وهو القرار الذي أثار حفيظة الطيارين وجعلهم ''ينتقمون'' ويصرون على إخضاع أعوان الأمن وحتى أعوان الجمارك بمختلف المطارات لعمليات تفتيش. ومن ضمن الأشياء القابلة للتهريب من طرف الطيارين والمضيفين وأعوان الجمارك وحتى الشرطة، نجد العملة الصعبة، الكوكايين والمعادن الثمينة. يذكر أن الطيار خليفاتي خالد كان قد إشتبك مؤخرا مع الحرس الخاص لوزير التعليم العالي رشيد حراوبية خلال عودته من مطار عنابة بسبب إصرار الطيار على تفتيش بضائع أعوان الأمن الوقائي بطريقة غير مسبوقة في تقاليد تنقلات البعثات الرسمية داخل التراب الجزائري. بولطيف يستدعي الطيار خليفاتي.. في إنتظار توقيفه علمت ''النهار'' من مصادر مطلعة أن الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية السيد بولطيف قد أمر باستدعاء الطيار خالد خليفاتي صباح اليوم إلى مصالح مديرية العمليات التابعة للشركة وهذا بهدف توقيفه التحفظي بعد كثرة مناوشاته مع أعوان الأمن الوقائي وأيضا حادثة إهانة بعثة رسمية من المديرية العامة للأمن الوطني كانت في مهمة عمل شرق البلاد.