يرتقب أن يحل أمير دولة قطر، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، هذا الشهر بالجزائر، في إطار زيارة رسمية، يلتقي خلالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وحسب المصادر التي أوردت الخبر ل''النهار''، فإن أمير قطر سيجري لقاءات ثنائية مع الرئيس بوتفليقة، تنتهي بعقد اجتماع لمسؤولي البلدين في لقاء قمة يترأسه بوتفليقة والأمير حمد، لمناقشة قضايا وملفات عديدة، أهمهما المسألة الليبية وقضية تأسيس ''أوبيب للغاز''. وأشارت المصادر إلى أنّ زيارة الأمير القطري ينظر إليها من جانب السلطات الجزائرية والقطرية، كفرصة للاتفاق على رؤية مشتركة لكيفية التعاطي مع الملف الليبي، خصوصا في ظل التباين الكبير بين موقفي البلدين، حيث كانت الجزائر تنظر للموضوع خلال أسابيع الأزمة الليبية، على أنّه يتعلق بشأن داخلي، مفضلة حله بالطرق السلمية والتفاوضية وبوساطة من الاتحاد الإفريقي، كونه الإطار الأنسب والقانوني، بموجب ميثاق الاتحاد الإفريقي، فيما لعبت قطر دور عراب التدخل الأجنبي في ليبيا، حيث دعمته دبلوماسيا ومولته ماديا. ومن المرتقب أيضا أن تكون زيارة أمير قطر للجزائر، مناسبة لإزالة بعض الاختلافات التي ميزت العلاقات بين الجزائر وقطر، على الرغم من عدم تناول الموضوع بشكل رسمي، حيث نقلت أوساط سياسية وإعلامية، وجود انزعاج جزائري من تنامي التدخل القطري في شؤون دول الجوار بالمغرب العربي، خصوصا تونس وليبيا، إلى جانب تهويل قطر عبر قنوات إعلامية تابعة لها بشكل مباشر أو غير مباشر، للوضع في الجزائر، ومحاولتها تصوير الوضع بالجزائر على أنه مشابه لما جرى في تونس ومصر وليبيا قبيل بدء الأزمة. كما ينتظر أن تكون زيارة الأمير حمد ولقائه الرئيس بوتفليقة، فرصة أيضا للتشاور والتباحث بشأن موضوع ''أوبيب للغاز''، حيث سبق للرئيس بوتفليقة أن شارك قبل أيام في أشغال ندوة دولية حول الغاز نظمتها قطر، مع العلم أنّ الجزائر كانت رفقة روسيا من بين الدول التي روجت وأسست للفكرة قبل أن تتبلور إلى مشروع. يشار في الأخير إلى أن وزير خارجية قطر أجرى زيارة للجزائر قبل أشهر قليلة، وتزامنت تلك الزيارة مع وجود احتقان شعبي إزاء التهويل القطري عبر ذراعها الإعلامي قناة ''الجزيرة'' للوضع بالجزائر، وهو الاحتقان الذي قابله صمت رسمي كان الغرض منه معالجة المسألة في صمت وترو، وفق تقاليد الدبلوماسية الجزائرية.