سيدتي نور إخواني القراء أشارك معكم في هذا الركن من أجل الفضفضة وأخذ العبرة من قصتي. تزوجت من رجل قاسي الطباع، جاف المشاعر، وعشت حياة عادية معه، رزقت منه بطفلين، فقد تزوجنا زواجا تقليديا، علما أنّني لم أجرب الحب والعلاقات العاطفية قبل الزواج، ولم أعش تلك التجربة، ظننت أن هذه المشاعر سوف أعيشها مع زوجي، لكن للأسف لم أشعر بتلك المشاعر تجاهه أبدا، وربما الأمر يكمن في عيوبه العديدة منها جفاف مشاعره وقسوة عواطفه. لم أتوقع يوما ما بأن السعادة ستطرق باب قلبي من جديد، بحب رجل آخر غير زوجي، ويا ليت كان هذا الرجل غريبا، إنه قريب وهو شاب يصغره بعدة سنوات، رأيت فيه كل أحلامي التي تمنيتها في شريك حياتي، جاء هذا الشاب ليسكن معنا فترة مؤقتة على أن يحصل على عمل، ولكن هذه الفترة طالت، أدمى فيها حبه قلبي، لقد أحسست به في كل اهتماماته بي، فجر ما بداخلي من المشاعر الفياضة المكبوتة، أخذ يشكو لي الحب والهيام والشوق، وطلب مني أن نلتقي في الخارج، رفضت في البداية، ولكن بعد إلحاح ونزولا على رغبته واستجابة لنداء قلبي قابلته خارج البيت، تكررت المقابلات، كان ضميري يعذبني بعد كل لقاء، ولكن وجدت نفسي لا أستطيع الفراق، فقد أدمنت حبه، متناسية كل شيء القيم والزوج والبيت والأطفال والناس، وفي المقابل وجدت نفسي أمنحه النقود التي تعينه في البحث عن وظيفة وتلبية كل طلباته من مأكل ومشرب وملبس ناسية أولادي ومهملة في أداء واجبات زوجي، لقد ملك حبه كل شيء في حياتي، لكن لا تبقى الأشياء على حالها، فقد جاءت الوظيفة، وخرج قريب زوجي من البيت ليسكن بعيدا عني ولأخرج أنا من قلبه نهائيا، بل فوجئت أنه ينوي القطيعة، لقد قرر أن يتزوج بشقيقة زوجي التي تقيم معنا هي الأخرى تاركا إياي غارقة في همومي وذنوبي. ومن دون جدوى رفض الإصغاء إلي أو إلى قلبي، ورحل من دون أن يفكر حتى في السؤال عني ولو بكلمة أو حتى الرد على رسائلي.حتى الآن أتساءل، ترى لماذا كان يفعل معي هذا، أكان يقضي وقت فراغه معي، ويسلي نفسه، خادعا إياي باسم الحب؟ فقد تيقنت أن كل ما كان يفعله معي هو مجرد تمثيل ولعب بمشاعري وقضاء وقت لا أكثر، حقيقة أنا حزينة ونادمة على ما فعلته في حق زوجي، وفي الوقت نفسه أحمد الله تعالى كثيرا لأنه سترني ولم يفضحني أمام زوجي والعائلة. لكن الندم لا يزال قابعا في داخلي أجني أشواك ما زرعت مرتين بطريق الخطأ، الأولى عندما اندفعت نحو علاقة غير مشروعة، والثانية عندما وقعت فريسة مخادع وكاذب، أرجو من الله تعالى أن يغفر لي، وعاهدت نفسي أن أخلص لزوجي مهما بلغت درجة قسوته وجفائه، لكنني في النهاية زوجة أحمل إسمه وشرفه وعرضه.