من المقرر ان يلتقي اليوم، الرئيس الافغاني حميد كرزاي بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس، بعد اسبوع من تهديد ساركوزي بسحب قواته من افغانستان، وقد هدد ساركوزي بسحب القوات الفرنسية قبل الموعد المحدد لانسحاب كافة القوات القتالية الاجنبية بنهاية 2014 بعد اطلاق جندي افغاني النار وقتله اربعة من زملائه الفرنسيين في هجوم اسفر ايضا عن اصابة 15 اخرين.غير ان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه قال لاحقا ان فرنسا لن تخضع "للذعر" وان "عليها الا تخلط بين الانسحاب المنظم والانسحاب المتسرع".كما يزور كرزاي بلدانا اوروبية في جولة تستمر خمسة ايام حيث يوقع على اتفاقات شراكة استراتيجية بهدف دعم اعادة الاعمار والتنمية في بلاده، اما في باريس من المتوقع ان يحدد ساركوزي لنظيره الافغاني الخطوط العريضة لخططه بشأن سحب كافة الجنود الفرنسيين وعددهم 3600 جندي المنتشرين حاليا في افغانستان.للاشارة قد تعهد المرشح الرئاسي الاشتراكي فرانسوا هولاند الخميس بسحب القوات الفرنسية من افغانستان هذا العام اذا انتخب رئيسا، وتتوقع استطلاعات للرأي ان يتغلب هولاند على ساركوزي في الانتخابات التي ستجري بعد ثلاثة اشهر، من جهة اخرى تشير استطلاعات الرأي الى ان غالبية الفرنسيين بنسبة 84 بالمائة يريدون عودة قواتهم بنهاية 2012 حسب استطلاع "سي اس ايه" الذي نشر هذا الاسبوع، ومن جانبه دعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي الحلفاء امس للبقاء على التزامهم بنقل المهام الامنية الى القوات الافغانية بعد تهديد الرئيس الفرنسي بالانسحاب، و قال اندريس فوغ راسموسن انه يفهم مخاوف فرنسا بعد قتل الجندي الافغاني الجنود الذين كانوا دون سلاحهم الجمعة الماضية، غير انه اشار الى ان بلدان الحلف الاطلسي اتفقت على موعد 2014 لسحب القوات القتالية ونقل المهام الامنية الى الافغان، فبعد مقتل الجنود الاربعة ارسل ساركوزي وزير دفاعة جيرار لونغيه الى كابول لتقييم سبل تحسين امن الجنود الفرنسيين الذين يدربون الجيش الافغاني.كما اقر لونغيه انه ابلغ ان القاتل كان متسللا من طالبان الى الجيش الافغاني، في حين قالت مصادر امنية افغانية انه فتح النار بسبب فيديو اظهر جنودا اميركيين يتبولون على جثث متمردين من طالبان،من جهتها كشفت طالبان التي عادة ما تسرع بتبني قتل جنود من التحالف، انها تحقق في الامرمشيرة الى ان بعض الهجمات العديدة التي ينفذها الجنود الافغان على زملائهم الاجانب تحدث بدافع الغضب من "العدو الغازي".وتعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا والمانيا البلدان الثلاثة المساهمة بأكبر عدد من القوات في القوة التي يتزعمها الحلف الاطلسي في افغانستان وقوامها 130 الف جندي يقاتلون منذ عشر سنوات حركة تمرد اسلامية طالبانية، منذ ان اطيح بالحركة الاسلامية المتشددة من السلطة على ايدي القوات الاميركية عقب هجمات الحادي عشر من ايلول، واجمالا قتل 82 جنديا فرنسيا منذ بدء انتشار القوات الفرنسية في افغانستان في 2001، للعلم من المقرر ان يتجه كرزاي في وقت لاحق الجمعة الى لندن حيث يجتمع برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون،كما وقع كرزاي مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي الخميس اتفاق شراكة استراتيجية طويل الامد في روما، يذكر ان ايطاليا لديها راهنا اربعة الاف جندي في افغانستان. الجزائر- النهار اون لاين