المنتخب الجزائري منذ سنوات طويلة ، وهو يلعب بخطة 3-3-4 وهي الخطة التي تبناها بلماضي أيضًا خلال السنوات الماضية ونجح بها تارةً وأخفق أخرى، لكن بيتكوفيتش سيأتي إلى "الخضر" بنهج جديد مختلف عن سابقه. ولن يجد المدرب الجديد أي مشكلات في تطبيق خططه على الملعب، بالنظر إلى الزاد البشري المميز الذي يتمتع به المنتخب الجزائري في مختلف المراكز. زاد بشري بأفكار أوروبية عندما نلقي نظرةً عامةً على قائمة لاعبي "الخضر" يتضح أن معظمهم يتدربون تحت قيادة مدربين أوروبيين كبار، بتنوع أفكارهم التكتيكية والفنية، ما أسهم كثيرًا في نضجهم من هذا الجانب وتطورهم أيضًا، لذلك سيكونون مستعدين لاستقبال أفكار بيتكوفيتش وتطبيقها على الميدان بحذافيرها. اللعب الهجومي بطريقة 2-5-3 عُرِف بيتكوفيتش بصرامته، وبتفضيله خطة اللعب 2-5-3 ومشتقاتها، خلال تجاربه التدريبية الماضية، بالاخص مع منتخب سويسرا أو مع نادي لاتسيو الإيطالي ، وكان في كل مرة ينتج لعبًا جميلًا ويتفوق على جل منافسيه من حيث الاستحواذ على الكرة، فهل سيكرر ذلك مع "الخضر"؟ هذه المرة سيجد بيتكوفيتش مكونات الحصول على طريقة لعبه المفضلة في المنتخب الجزائري من دون شك، بلاعبين يمكنهم التأقلم مع هذه الخطة بسهولة، نظرًا لاعتيادهم عليها برفقة أنديتهم، سواء عبر خطة 2-5-3 أو 3-4-3 التي تبدو أكثر هجومية مقارنةً بالأولى. بيتكوفيتش سيعمل من دون شك وفق طريقته المعتادة، لذلك سيتعين عليه التركيز على منح "الخضر" هوية لعب حقيقية، من خلال تطبيق الاستحواذ على الكرة بالشكل الصحيح الفعّال أمام المرمى، دون إهمال أهم عامل، وهو توظيف اللاعبين بشكل صحيح. صاحب ال60 عامًا هو مدرب يحسن التواصل مع لاعبيه داخل الميدان وخارجه، واتضح ذلك خلال تجاربه السابقة، وهذا الأمر كان غائبًا في الفترة الأخيرة عن المنتخب الجزائري وأحدث فجوة كبيرة بين اللاعبين والمدرب. ماذا ينتظر بيتكوفيتش في 2024؟ تنتظر المدرب الجديد للمنتخب الجزائري تحديات مهمة خلال العام الجاري وما بعده، علمًا أن عقده سيكون ممتدًا حتى عام 2026، والبداية ستكون بلعب لقاءين وديين أمام بوليفيا وجنوب أفريقيا يومي 22 و26 مارس المقبل ضمن دورة دولية ودية بالجزائر. سيكون أول اختبار رسمي للمدرب السويسري في شهر جويلية القادم، حين يواجه منتخبي غينيا وأوغندا ضمن الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات المونديال 2026، ثم سيتفرغ بعدها لتصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، من خلال لعب 6 مباريات كاملة خلال توقفات "الفيفا" لأشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر على التوالي. نور قداش