تعرف هذه الأيام أسواق مدينة العلمة، بولاية سطيف، مع حلول شهر رمضان الكريم، إقبالا واسعا لربات البيوت على الأواني الفخارية التونسية، التي تعرف رواجا كبيرا بسبب انخفاض أسعارها. وتتشكل هذه الأواني من عدة قطع، التي عادة ما يكون الإقبال على شرائها بغرض الزينة أو لاستعمالها في الأكل، لما تتميز به من جمال وأشكال هندسية رائعة حيث تبقى الأواني الفخارية تعرض بأسعار تنافسية تراوح ما بين 1000 و 1500 دينار جزائري لطاقم فخاري المتكون من 12 قطعة، خلافا للأواني الفخارية المصنعة محليا والتي يتعد ى سعرها ال 2000 دينار جزائري ما يساهم في نفور ربات البيوت من المنتوج المحلي. ويفضل زوار الهضاب العليا، عند مغادرتهم، اقتناء مختلف أنواع وقطع الأواني الفخارية سواء لاستعمالها في الأكل لتزيد في جمال موائد الطعام أو للزينة أو للذكرى. وحسب بعض باعة هذه الأواني الفخارية، فإنهم يلجؤون إلى جلبها من تونس، مقابل مقايضتها بسلع جزائرية في حين أن كميات أخرى من هذه الأواني تدخل المنطقة عن طريق التهريب وما ساعد على ازدهار هذا النشاط إقبال المواطنين على شرائها لأسعارها المعقولة خصوصا ربات البيوت، اللواتي عادة ما يزداد إقبالهن على طواقم الفخار التونسي والأواني الأخرى خلال شهر رمضان المبارك، بغرض استعمالها في الأكل لاسيما وأنها تضفي نوعا من الجمال على موائدا الإفطار، لنوعيتها الجيدة وأشكالها الهندسية المرصعة بالصور والألوان، التي ترمز إلى عمق هذا النشاط التقليدي والحرفي. وقد أدى إقبال العائلات على الأواني الفخارية التونسية إلى تزايد نشاط هذه الأخيرة حيث ربط الباعة المحليون علاقات مباشرة مع أصحاب هذه الحرفة في تونس فأصبحوا يزودونهم بالطلبيات مع أصحاب سيارات "الفرود" العاملين على مستوى خط العلمةتونس العاصمة. وهو العامل الذي ساعد على انتعاش سوق الفخار وأدى إلى استفادة شريحة واسعة من فئة البطالين خاصة من الشباب، الذين أصبحوا يقصدون تونس، بغرض جلب هذه السلعة، التي تلقى إقبالا كبيرا عليها وأدى بالمقابل ازدهار بيع الفخار القادم من تونس إلى اقتحام البعض لهذا النشاط والعمل على إحياء هذه الحرفة عبر مختلف مناطق الولاية، التي كانت إلى سنوات قريبة مشهورة بصناعة الخزف والأواني الفخارية، التي من شأنها توفير مناصب شغل للشباب البطال الذي يبحث عن منصب شغل يسترزق منه.