انقلبت الأمور رأسا على عقب ولم تعد المفاهيم كما كانت ،صحيح أن الكفر ملة واحدة ،ولكن قد يختلفون في نفعهم وضرهم ،خاصة إذا علمنا نحن أبناء هذا الوطن الذي عانى الأمرين جراء استعمار استيطاني ،لم نتخلص منه إلا بثورة عارمة لم تبق منه ولم تذر ،وطبعا بوقوف الدول العربية ودول العسكر الاشتراكي إلى جانبنا حينها ، بما فيه أحزاب اليسار في غرب أوروبا ،وبعد الاستقلال فعلوا نفس الشيء ،وما يزالون..؟ اليوم وفي فرنسا العدو التاريخي للشعب الجزائري ،يحصل فيه العكس ،فبعد أن كانت الجزائر متضررة من اليمين واليسار وتعاني من سياساتهما المزدوجة ،هاهو اليسار نفسه يفعلها ،حيث وعلى مستوى مجلس الشيوخ الفرنسي، تقدم النواب الاشتراكيون بمقترح قانون تم اعتماد فيه 19 مارس تاريخا ل»ضحايا حرب الجزائر» في إشارة إلى الثورة الجزائرية المجيدة ،رغم معارضة نواب اليمين ،يقع في مادتين اثنتين ،تنص إحداهما على على أن «الجمهورية الفرنسية تؤسس يوما وطنيا للترحم على ذكرى القتلى المدنيين والعسكريين في حرب الجزائر ،ومعرك المغرب وتونس بين 1954 و 1962» أما المادة الثانية « فقد نصت على أن هذا اليوم هو الذكرى السنوية لوقف إطلاق النار بعد عقد من الحرب في شمال أفريقيا»..! غير أن اليسار الذي يقف وراء الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، حسم التصويت بأغلبية 181 مقابل 155 صوت، في تطور من شأنه أن يخفف من وطأة الحملة التي يشنها اليمين المتطرف في فرنسا ضد الجزائر، بهدف التأثير على الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي الشهر المقبل..؟ ويشكل تاريخ تخليد ذكرى الضحايا المدنيين والعسكريين في حرب الجزائر، مسرح خلاف حادا بين اليمين واليسار الفرنسيين، علما أن إحدى أبرز هذه الجمعيات، وهي الاتحاد الوطني للمحاربين القدامى في الجزائر والمغرب وتونس، التي تقول إنها تمثل 350 ألف عضو، تناضل منذ سنوات من أجل إعلان 19 مارس يوما وطنيا لتكريم الضحايا،فهل نحن ضحاياهم أم هم ضحايانا..؟ !