يدور صراع قوي بين المرشحين نيكولا ساركوزي والاشتراكي فرانسوا هولاند لكسب ود 500 ألف شخص من الحركى وعائلاتهم بفرنسا خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، حيث وعد مرشح اليسار بإعادة الاعتبار لهم في حال فوزه بكرسي الإيليزيه، وذلك أياما بعد أن أكد الرئيس المترشح أن فرنسا تخلت عنهم. ووعد المرشح الاشتراكي للرئاسة في فرنسا فرنسوا هولاند »بالاعتراف« بمسؤولية فرنسا في »التخلي عن الحركي« إذا انتخب في الانتخابات الرئاسية المقررة في ماي القادم، وقال في رسالة إلى جمعيات الحركى أول أمس »إذا منحني الشعب الفرنسي ثقته، أتعهد بالاعتراف علنا بمسؤوليات الحكومات الفرنسية في التخلي عن الحركى وتصفية الذين بقوا في الجزائر وظروف استقبال العائلات التي نقلت إلى مخيمات في فرنسا«. وجاءت رسالة هولاند أياما فقط بعد مغازلة ساركوزي للحركى من خلال الإعتراف في التاسع من مارس أمام ممثلي الحركي »بالظلم« الذي ارتكبته السلطات الفرنسية بحقهم، وقال إن فرنسا مدينة لهم لكنه لم يتحدث عن أي تعويض. وقد تبنى مجلس الشيوخ الفرنسي في جانفي الماضي مشروع قانون يهدف إلى تجريم إهانة الحركيين المسلمين. وأقر النص بإجماع أعضاء المجلس باستثناء الشيوعيين الذين لم يحضروا التصويت. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الحركى وعائلاتهم في فرنسا يبلغ حوالي 500 ألف شخص بمعنى أن هذه الفئة مع عائلاتهم يشكلون ورقة انتخابية هامة لمرشحي الإيليزيه. ويطالب الحركى من فرنسا بتعويضهم ورد الاعتبار لهم نظير الخدمات التي قدموها للاستعمار خلال الثورة التحريرية قبل أن يغادروا بعد الاستقلال لأنهم تعرضوا للإضطهاد حسب زعمهم، كما يصرون على ضرورة اعتراف الحكومة بتخليها عنهم. وفي هذا السياق قال هولاند في رسالته «بمعزل عن هذا الاعتراف الذي طال الأمل والانتظار لصدوره ورفض الرئيس الحالي القيام به، أعبر للحركى وأبنائهم عن امتنان فرنسا لهم. كما وعد هولاند بإعطاء تاريخ الحركي »مكانته الصحيحة في المناهج الدراسية« والمواقع التذكارية في فرنسا. وقال هولاند إن فرنسا القرن الحادي والعشرين التي آمل في بنائها مع كل الفرنسيين تحتاج إلى ذاكرة ساكنة. إنها تحتاج إلى الحركيين وأحفادهم.