برأت محكمة الجنايات بمجلس قضاء بومرداس أمس, حارسا ليليا بسوق مغطاة في 37 من العمر, من جناية احتجاز أشخاص بدون أمر من السلطات المختصة, الفعل المخل بالحياء على قاصر بالعنف, والضرب والجرح العمدي ضد قصّر, والتي كانت ممثلة الحق العام قد التمست له عنها عقوبة 20 سنة سجنا. حيثيات قضية الحال تعود إلى 14 جوان من السنة المنصرمة, عندما كان ثلاثة أشقاء أيتام عمر أكبرهم لم يتجاوز 13 سنة, بعدما جعلت منهم الظروف الاجتماعية القاسية ضحايا مجتمع, حيث أصبح هؤلاء الأطفال يعانون اليتم بعد فقدانهم والدهم من جهة, والضياع بعد إصابة والدتهم بمرض عقلي من جهة أخرى, ليصبح شقيقهم الأكبر وليا لهم يتكفل بهم ويرعاهم. وبتاريخ الوقائع أمضى هؤلاء الأطفال ليلتهم في الشارع متجولون من مكان إلى آخر ومن حي إلى آخر, إلى غاية السادسة صباحا, أين تسللوا إلى السوق المغطاة, عندها شاهدهم الحارس وهم يسرقون الخضر من إحدى الطاولات بالسوق أين قام بركلهم وطردهم, ثم تقدم هؤلاء إلى مصالح الأمن بشكوى ضده, وبأنه احتجزهم داخل غرفته وكبلهم باستعمال أربطة أحذية رياضية, ثم مارس الفعل المخل بالحياء على أحدهم لينهال عليهم ضربا بحزام السروال ثم أطلق سراحهم. المتهم ولدى مثوله أمام هيئة المحكمة نفى قيامه باحتجازهم والاعتداء على أحدهم, رغم أن الخبرة الطبية أثبتت وجود اعتداء وجروح حديثة على أحد الضحايا, وكذا تصريحات الضحايا التي جاءت مطابقة لمعاينة الضبطية القضائية لمسرح الجريمة, أين كانوا قد وصفوا الغرفة بمحتوياتها وهي نفس ما عاينه عناصر الضبطية القضائية. ولانعدام دليل ضده ولغياب الضحايا عن الجلسة برأته المحكمة مما نسب إليه.