أجلت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء بومرداس النظر في قضية مقتل فتاة حامل حرقا بحي الصغيرات ببومرداس، والتي يتم فيها متابعة المتهمين الخمسة بجناية هتك عرض، القتل العمدي وإخفاء جثة وتشويهها ل ب.ف.ج” والشرطي “ب.ن” واللذان أنكرا ضلوعهما بالقضية وأدانتهما المحكمة سابقا ب 16 سنة سجنا نافذا، والتحريض على الفسق وفساد الأخلاق والمشاركة في إخفاء جثة وتشويهها ل«ب.نجوى” التي قضت عقوبتها المقدرة ب 7 سنوات والتي تعد مفتاح اللغز الذي يشوب القضية، و كذا للمتهم الرابع “ح.حميد” وتخصيص محل سري للدعارة للمتهم الخامس “ل.أمين”. حيثيات القضية تعود إلى صبيحة 30 جوان 2002 عندما أقدم مجموعة شبان من بينهم شرطي كانوا في جلسة سمر بأحد أحياء مدينة بومرداس. على رمي فتاة كانت سهرانة وحرقها بحي الصغيرات الذي يبعد بحوالي 3 كيلومترات فقط عن عاصمة الولاية. وعلى إثر إبلاغ المواطنين عن الحريق فتحت مصالح الأمن تحقيقا، تبين أن الجثة تعود لفتاة حامل في شهرها الثالث وأن سبب الوفاة هو الحرق، ومن خلال تصريحات الشهود اتضح أنهم شاهدوا سيارة نوع قولف جيل ثالث سوداء اللون، كان على متنها أشخاص قاموا برمي الجثة، ولطمس معالم الجريمة بشكل كلي قاموا بوضع الجثة داخل عجلة مطاطية وأضرموا فيها النار. ومن خلال السيارة تم الوصول إلى صاحبها المتهم الأول “ب.ف.ج” ومنه إلى المتهمة “ب.نجوى” المكناة “العنابية” التي تنحدر من عنابة وحضرت إلى بومرداس للعمل ضمن شبكة دعارة، هذه الأخيرة هي التي استدرجت الفتاة التي صرحت أنها تعرفها باسم أمال للسهر معها وأصدقائها بقبو كائن بعمارة بحي 800 مسكن ببومرداس. وأثناءها قام المتهمون الخمسة بوضع مخدر بالمشروب الغازي الذي قدموه للفتاة، وبعدما أغمي عليها، وظنا منهم أنها ماتت قاموا بنقلها على متن السيارة إلى شاطئ الصغيرات وحرقها باستعمال عجلة مطاطية خاصة بالمركبات. وفي تلك الفترة، كان قد تقدم شخص من ولاية تيزي وزو إلى درك بومرداس للإبلاغ عن اختفاء ابنته، وعند عرض صورة البنت محل البحث على المتهمة “العنابية” أكدت أنها هي نفسها أمال التي قاموا بإحراقها، غير أن والد البنت نفى ذلك مؤكدا أنها ليست ابنته لكون صاحبة الجثة عيناها زرقاوان على خلاف ابنته، وكذا من خلال أسنانها أين تأكد أنها ليست ابنته، لتظهر بعدها ابنته التي تبين أنها كانت متزوجة بمستغانم. هذه الأخيرة التي لم تغب يوما عن أية جلسة لتؤكد أنها ليست هي صاحبة الجثة كما نفت معرفتها بجميع المتهمين، مصرحة أنها وفي الفترة التي كان والدها يبحث عنها كانت هي متزوجة بمستغانم وهي حاليا أم لولدين. وفيما لم يتم تحديد هوية صاحبة الجثة إلى يومنا هذا، فإن الجلسة تأجلت أمس إلى غاية الدورة المقبلة، بعد رفض دفاع المتهمين لتسخير محضر قضائي بدل كاتب الضبط.