تشهد هذه الأيام عدة أسواق في العاصمة ارتفاعا كبيرا في أسعار مختلف المواد الاستهلاكية التي وقف أمامها المواطن العاصمي عاجزا. حيث انتقلت عدوى التهاب الأسعار إلى مواد أخرى ضرورية لصحة المستهلك. كما بقي السمك بعيد المنال عن قفة الزوالي لغلائه الفاحش في معظم الأسواق التي زرناها في هذا الاستطلاع. مما جعل 'الشهار' يتساءل عن أسباب ذلك مع أن الجزائر تملك شريطا ساحليا على امتداد 1200 كلم. فخلال تجولنا بمختلف أسواق العاصمة التي تعرف إقبالا واسعا للمواطنين كسوق باب الوادي وسوق علي ملاح وباش جراح، وجدنا أسعار الأسماك بمختلف أنواعها ملتهبة، إذ وصل سعر السردين إلى 400 و450 دج، أما الساورين 300 دج، الجمبري المتوسط 1000 دج بينما الجمبري الملكي 1500 دج. السردين غائب عن قفة الزوالي..وآخرون استبدلوه بالدجاج وعن التهاب الأسعار صبت أراء المواطنين كلها في وعاء واحد هو التذمر والاستياء، فعندما اقتربت يومية " السلام" من بعض المواطنين بسوق باب الوادي لاحظنا تذمرهم من الغلاء إذ وصل سعر السردين إلى 400 دج للكيلو غرام الواحد. محمد وهو موظف قال "الزوالي محروم من تناول السمك وقد استغنى عنه، بل غاب عن مائدته ولم يعد له مكان في قفته". أما عائشة هي الأخرى ربة بيت متوسطة السن تقول: "لم نشتر السردين منذ مدة بل لجأنا لشراء الدجاج كون أسعاره معقولة إلى حد ما"، بينما لاحظنا بسوق الدويرة مواطنة تشتري رطلا من السمك فقط لأن سعره ببساطة تجاوز 350 دج للكيلو غرام الواحد، إذ أشارت منزعجة بقولها "مالحقناش". الصيادون: "الخرجات إلى البحر قليلة" ولدى استفسارنا عن هذا الارتفاع المفاجئ في الأسعار قال بعض الصيادين الذين اقتربنا منهم، إن السبب الرئيسي يرجع للاضطرابات الجوية الأخيرة التي أدت إلى برودة في الطقس وهيجان البحر وكذا التيارات البحرية التي تعرض حياتهم للخطر، أما سي الطيب صياد بميناء بوهارون يذهب إلى قلة المنتوج، حيث قال وهو مبتسم" أرمي الشبكة على البحر وأبكي على الزهر"، أما سي يوسف صياد في الأربعينات من العمر فيرد ذلك إلى قلة الخرجات إلى البحر، إذ يقوم الصيادون بخرجتين أو ثلاث خرجات في اليوم الواحد على الأكثر. تجار التجزئة يتهمون نظراءهم بالجملة بالمضاربة يرجع تجار التجزئة بسوق باب الوادي غلاء الأسعار إلى قلة المنتوج، حيث أحصى أحد الباعة نسبة إقبال المواطن على شراء السردين 70٪ ، أما الإقبال على الجمبري 40٪ كما أضاف تاجر آخر بنفس طاولة البيع بقوله "نحن نشتري الصندوق الواحد ب 6300 دج والذي يحتوي على حوالي17 كلغ مما يعني أن نسبة ربحنا ضئيلة". يبرر تجار التجزئة غلاء الأسعار باتهام تجار الجملة بالمضاربة وكذا كثرة الوسطاء، أما البعض الآخر يرجع ذلك إلى غياب المراقبة في تجارة السمك ، الأسعار حرة مرتبطة بالعرض والطلب"، حيث يضيف أن انتشار الشاحنات المزودة بغرف التبريد زادت من حدة الموقف، حيث تزيد فترة الحفاظ على المنتوج لمدة أطول إذ يسوق في الولايات المجاورة وبأسعار مرتفعة حتى عند نهاية اليوم. المختصون ينصحون بتناول الأسماك السمك مادة غذائية أساسية يحتاجها جسم الإنسان بانتظام من أجل تحقيق التوازن الغذائي، فعن القيمة الغذائية الموجودة في الأسماك يقول المختصون والخبراء إن السمك من المصادر الهامة للبروتين والدهون والكالسيوم والفيتامينات خاصة فيتامين "أ" و"د" والمعادن، كما أنه غني باليود والزيوت وعنصر الفسفور المغذي لخلايا المخ. بروتين الأسماك ذو قيمة حيوية عالية كما هو الحال في بروتينات باقي الحيوانات، إذ تحتوي بعض الأسماك على حوالي 20٪ بروتين تتراوح قيمته الحرارية ما بين 50 و80 سعرا حراريا، لكل مئة غرام وأقل من 1٪ دهن، بينما تصل نسبة الدهون في أنواع أخرى إلى 15٪، وهي ذات قيمة حرارية عالية تبلغ 160 كيلو سعر حراري أو أكثر لكل 100 غرام. وفي ظل هذا الارتفاع المحسوس في الأسعار يبقى المواطن الجزائري يتخبط بين الغلاء الكبير في أسعار الخضر والفواكه الموسمية من جهة، وارتفاع أسعار اللحوم والأسماك من جهة ثانية، هذا دون أن نتكلم عن أسعار المواد الغذائية والحبوب الجافة التي لا يمكن للمواطن الاستغناء عنها.