أصبحت الخدمات الرديئة التي تقدمها مؤسسة اتصالات الجزائر مادة دسمة للسخرية بين الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، فاستطاع الجزائريون بحس النكتة المعروف عنهم تحويل معاناتهم مع انقطاعات الهاتف المتكررة وبطء الأنترنت الشديد إلى تعليقات ساخرة تنسيهم ما يكابدونه يوميا من معاناة مع تدني مستوى الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة. فبين من يسميها ب»انقطاعات الجزائر»، وبين من يظهر رمزها على شكل حلزون يمشي ببطء، يواصل الجزائريون الناقمون إنشاء عشرات الصفحات والمجموعات على الفيسبوك، مثل صفحة «انقطاعات الجزائر والكل يتألم» التي استقطبت حوالي 5 آلاف عضو، حيث يصب مشتركوها جام غضبهم على مؤسسة أثبتت فشلا ذريعا في تأمين اتصالات عصرية وخدمات في المستوى لشعب يهوى التواصل ولا يستغني عن الهاتف أو الأنترنت. وتمضي تعليقات الجزائريين الغاضبة والساخرة في آن واحد من أداء اتصالات الجزائر، حيث يبرز أحد المعلقين رأيه قائلا: «مؤسسة اتصالات الجزائر بدل أن تستفيد من الوضع الحالي كلاعب وحيد في سوق الهاتف الثابت وخدمات الأنترنت، تقوم بكل ما ينفر الزبائن من إهانة وسوء معاملة، ويبقى الزبون المسكين مضطرا للتعامل لغياب البديل الذي يلجأ إليه في السوق ليعوضه عن خدماتها». ويضيف آخر «بعد أن دخل متعامل الهاتف الثابت «لكم» إلى السوق الجزائرية، دفعت المنافسة مؤسسة اتصالات الجزائر إلى تطوير خدماتها وتحسين معاملتها للزبائن، لكن مع إعلان تصفية الشركة المصرية وانسحابها من السوق، عادت الانقطاعات والإهانات والتماطل في إصلاح الأعطاب...». ويكتب أحد الأعضاء معلقا «مازالت المؤسسة تسير بالعقلية الاشتراكية القديمة، فلم تتغير الذهنيات داخل المؤسسة ولا عند عمالها الذين يتعاملون مع الزبون من منطلق المتفضل والمتصدق، على الرغم من أنها منذ سنوات تحولت إلى مؤسسة ذات أسهم تتمتع بتسيير مستقل وتخضع لقاعدة الربح والخسارة التي تجعل من الزبون محور اهتمام المؤسسة وفق قاعدة «الزبون ملك»، لأنه يدفع ثمن فواتيره التي تحقق أرباح المؤسسة السنوية». وتتواصل غرائب المؤسسة التي تثير الضحك والأسف على حد سواء، فرغم أن رأسمالها يقدر بالملايير وعدد مشتركيها يعد بالملايين، تعجز عن تأمين سيارة لفرقتها التقنية كما هو الحال بوحدتها على مستوى مدينة العفرون، التي تعرف انقطاعات الهاتف والأنترنت حيث تصل إلى الشهر والشهرين والثلاثة، كما اشتكى بذلك الزبائن المغلوب على أمرهم، يضيف أحد المعلقين. ما يثير الاستغراب، أن المؤسسة لديها رقم للاستعلامات تضعه في خدمة زبائنها، لكن هذا الرقم عند تشكيله، لا يجيب أبدا وتستقبلك الأسطوانة التي تطلب منك الانتظار إلى أن تفقد صبرك وتضع السماعة، فما جدوى هذا الرقم الذي لا يجيب، ولماذا وصلت الاستهانة بالمواطن إلى هذا الحد الخطير من الاستفزاز واللا مبالاة؟ يتساءل أحد المعلقين. الشيء الوحيد الذي لا تنساه اتصالات الجزائر - يكتب آخر - هو الفاتورة التي تصلك سواء كان الهاتف يعمل أو لا يعمل، سواء كانت الأنترنت مقطوعة أو غير مقطوعة، ليضيف ساخرا في حالة عدم السداد هددوني بقطع الخدمة، فقلت تفضلوا واقطعوا المقطوع!!!