تعيش إدارة شباب قسنطينة أزمة مالية خانقة بعد العراقيل التي واجهتها الموسم الماضي لاسيما فيما يخص مستحقات اللاعبين ومصاريف إنجاح الموسم الرياضي، وهو ما قد يعصف مجددا بالفريق، وقد يعرقل كل ما هو مسطَّر في ظل غياب العديد من المشاريع التجارية وممولين للفريق؛ لأسباب تبقى مجهولة في نظر العديد من المتتبعين. ويبقى مسيّرو النادي العريق مطالَبين بالبحث عن مشاريع تجارية تأتي بالخير الوفير على الخزينة؛ لأن مشروع الاحتراف يتطلب أساسا دخول هذا العالم من خلق رأس مال تجاري والدخول في مشاريع تجارية تأتي بالفائدة على الفريق. كما أن السبونسور يبقى أحد أهم النقاط التي يجب على المسيّرين إيجاده في الفترة المقبلة، والذي يحصّن الفريق من عدة نواحي، سيما أنه يخلق أريحية مالية ويضمن بعض المصاريف. انسحاب الأخوين بوخزرة بمثابة رسالة واضحة ولعل أكبر دليل على أن الفريق يعيش أزمة حادة هو انسحاب الأخوين بوخزرة من الشركة الرياضية التجارية، بعد أن أكد الثنائي أنهما ملّا من المصاريف الكثيرة التي قدموها للفريق خلال الموسم الرياضي. وتُعد هذه الخطوة حسب المتخصصين بمثابة رسالة واضحة على أن الفريق يعيش أزمة خانقة. كما طالب الحاج شني بحصته من الشركة الرياضية، وهي قضية أخرى تؤكد أن الفريق لا يملك مصادر مالية ومشروعه الاحترافي والتجاري خاصة غير ناجح، سيما ما يخص الاستثماري والتجاري. وكان شني طالب بحصته في الشركة بعد أن تأكد أنه "يضرب الريح بهراوة"، كما يقال. قضية استقالة فرصادو تؤكد حقيقة الوضع الحالي ولعل ما يؤكد أن الفريق يعيش أزمة خانقة ويُعد على حافة بركان استقالة رئيس الفريق ياسين فرصادو من منصبه، والتي أكدت أن الوضع لا يبشر بالخير، وأن الفريق مقبل على أزمة جديدة. ورغم أن فرصادو يملك مشاريع قوية وأفكارا جيدة إلا أنه فضّل الانسحاب على البقاء في النادي الهاوي. أعضاء الشركة في حيرة كبيرة وبعملية تحليلية فإن العديد من المتخصصين في شؤون الفريق القسنطيني أكدوا أن لهذه الأسباب أعضاء الشركة التجارية لشباب قسنطينة في حيرة من أمرهم، حيث أكدوا في وقت سابق أنهم في حالة غير طبيعية بسبب استقالة كل من الأخوين بوخزرة ورئيس الفريق الهاوي ياسين فرصادو، إضافة إلى مطالبة الحاج شني بحصته من الشركة؛ وهي عراقيل واجهت الفريق، وأكد للجميع أن الوضع لا يبشر بالخير. وتبقى النقطة التي حيّرت الجميع في قسنطينة عزوف كل المستثمرين عن الاستثمار في الشركة التجارية للفريق رغم توفر العديد من الشروط، التي تسمح بإنجاز هذا المشروع، ولعل هروب أصحاب المال من إنجاز مشاريع ضخمة في الفريق ولصالحه لتخوفهم من الخسارة من جهة، والتساؤل يبقى مطروحا حسب الأنصار بما أن العديد منهم أشاروا إلى أن المستثمر أصبح لا يثق في دخول بأمواله بيت السنافير، أم أن هناك أسبابا أخرى. وعكس ما يحصل في شباب قسنطينة عن عزوف المستثمرين عن العمل في الفريق فإن بعض الفرق الأخرى تقوم بطردهم من الفريق وتملك عدة خيارات وسير ذاتية لأصحاب أموال ضخمة، تَقدموا بعروض من أجل الاستثمار في الشركة الرياضية، وهو ما يغيب في شباب قسنطينة وعامل مخجل ومؤسف في نفس الوقت. ورغم أن رئيس الفريق الهاوي المستقيل من منصبه ياسين فرصادو أكد في وقت سابق، أنه يملك أفكارا تعود بالفائدة على الشركة التجارية لشباب قسنطينة، ونجاح سلسلة مفاوضاته مع الشركة التركية "موسطاج" التي كانت الأقرب للاستثمار في قسنطينة، إلا أن تدخّل بعض الأطراف لعرقلة المشروع جعلها تهرب من قسنطينة، كما أن تدخّل الأطراف المعنية لإفشال المشروع جعل الاستثمار في الفريق محرما عليها، حسب العديد من المتتبعين. الشركة قد تستثمر في نصر حسين داي وحسب بعض المصادر الموثوق فيها، فإن شركة "موسطاج" التركية اتفقت مع أحد الفرق العاصمية وتحديدا نصر حسين داي؛ من أجل الاستثمار في الشركة التجارية لهذا الأخير، وهو ما يؤكد أن الفرق العاصمية تبقى الوجهة الأولى للمستثمرين العالميين، على غرار ما حصل مع مولودية الجزائر وشبيبة القبائل وغيرهما من الفرق الكبيرة. نحو الاستفادة من خدمات بلقروي حسب مصادر عليمة فإن إدارة شباب قسنطينة طلبت رسميا خدمات المدافع الأيسر لوداد تلمسان بلقروي، حيث ألحت إدارة السنافير على التعاقد معه وشراء عقده، لكن المشكل المطروح أن بلقروي تنقّل من جمعية وهران إلى وداد تلمسان على شكل إعارة، وبالتالي فإن إدارة السنافر مطالَبة بالتفاوض مع إدارة أبناء المدينةالجديدة، سيما أن اللاعب الذي شارك في كأس العالم العسكرية الأخيرة مرتبط بعقد مع إدارة الجمعية حتى جوان 2014. وإضافة إلى ما ذكرناه سابقا فإن المدافع الأيسر الذي فاز بكأس العالم مع المنتخب الوطني العسكري، لايزال مرتبطا بعقد احترافي مع جمعية وهران إلى غاية جوان 2014، ما يعني أن الإدارة القسنطينية مطالَبة بالتفاوض مع نظيرتها من الجمعية فيما يخص هذه النقطة، سيما أن مدير الاستثمار محمد بوالحبيب أكد أنه يريد شراء وثائقه؛ نظرا لحاجة الفريق إلى خدماته والإمكانات الكبيرة التي يملكها المدافع. ولا يُعد شباب قسنطينة الفريق الوحيد الذي عرض على بلقروي حمل ألوان الفريق، فإن فرقا وطنية وأجنبية طلبت هي الأخرى خدمات المدافع من إدارة جمعية وهران، لاسيما أن اللاعب ساهم بشكل كبير في فوز المنتخب الوطني العسكري بكأس العالم، كما أنه يملك إمكانات كبيرة، وسنّه تسمح له بالاحتراف خارج الوطن.