يعيش كثير من التلاميذ وأوليائهم حالة من الترقّب ملؤها القلق،بعد أيام من انطلاق عمليات تصحيح أوراق الممتحنين لشهادتي التعليم الثانوي والأساسي،خاصة في ظل ما عرفته تلك الإمتحانات من ضغط من خلال ما تم تداوله حول وجود أخطاء في الأسئلة وإدراج دروس لم يتم تلقينها مع ما نشرته وسائل الإعلام حول تمسّك وزارة التربية بسلم التنقيط المقرر،وهو ما جعل البعض يخشى كثيرا من الفشل فيما يبقى آخرون جد واثقين من نجاحهم. انتهت مرحلة الضغط النفسي الذي خلقته مختلف الإمتحانات المصيرية في نفوس التلاميذ وعائلاتهم،وبعد معاناة الدروس الخصوصية والتحضيرات التي أعلنت حالة من الطوارئ في بيوت الممتحنين،تأتي مرحلة جديدة لا تختلف كثيرا عن سابقتها هي مرحلة انتظار النتائج وما تحمله من توقعات إيجابية وسلبية،حيث كثرت التعليقات التي رصدناها من بعض من اجتازوا امتحان البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط حول ما حملته مختلف المواضيع من مفاجآت سارة للبعض ومخيبة للأمل للفريق الآخر،فيوجد حاليا من يستعّد للانتقال إلى المرحلة الثانوية فيما رأى آخرون من أسئلة الرياضيات والتربية الإسلامية سببا في فشلهم،خاصة ممن لم يحصّلوا معدلا عاما يساعدهم على الإنتقال،أما ممتحنو البكالوريا فقد اختلفت توقعاتهم فهناك من يفكر منذ الآن في التخصص الذي سيختاره ومنهم من يتمنى فرصة أوفر في السنة المقبلة،لتزيد العبادات والدعوات عند البعض رغبة في النجاح. خلال حديثنا إلى بعض التلاميذ وجدنا من هم جد واثقين من نجاحهم،خاصة أن الإمتحانات كانت أسهل بالنسبة إليهم مما تعودوه في الفروض والامتحانات السنوية،فيما رآها البعض الآخر أصعب الأسئلة منذ بداية البرنامج الدراسي الجديد،لتبقى التوقعات تتراوح بين الإيجابي والسلبي خلال الفترة التي تسبق الإعلان عن النتائج. ولا تقتصر حالة القلق حول النتائج على التلاميذ فقط بل تجاوزتهم إلى أوليائهم الذين يتساءلون عن مصير أبنائهم،وكيف تكون ردات فعل الأهل والأقارب والجيران في حال فشل التلميذ في الظفر بالشهادة،فتجد البعض يبحث بين صفحات الجرائد على الأجوبة النموذجية ليقارنها بما ما زالت تحمله الأوراق المسودّة التي احتفظوا بها،ومنهم من يحسب ويكرر معدل ابنه معتمدا على سلم التنقيط،لتزيد تلك التصرفات من حدة القلق والتوتر التي تفرضها مرحلة انتظار النتائج،وهو ما تعيشه سماح التي اجتازت امتحان التعليم المتوسط والتي تقول: "يزداد قلقي كلما اقترب اليوم الذي تعلن فيه النتائج رغم أنني أحاول أن أنسى ولكن لا أستطيع"،أما ندير الذي اجتاز امتحان البكالوريا فلم يجد من سبيل ليقضي فترة ما قبل النتائج التي يراها طويلة جدا سوى السفر خارج الولاية. ما يجب العمل به لتجاوز هذه المرحلة وتفادي القلق الذي قد تكون له آثار سلبية على المترشح،يكون بممارسة نشاطات متعددة تنسي التلميذ أنه في مرحلة الإنتظار كممارسة الرياضية،الخروج في رحلات من خلال الإنخرط في دور الشباب التي تنظم مع بداية كل موسم اصطياف جملة من النشاطات الشبابية،كما على الأولياء الرفع من معنويات أبنائهم من أجل تجنب ما قد تخلفه نتائج الخوف من الفشل من تلك الامتحانات،ليبقى الجميع يحبس أنفاسه في انتظارالنتائج .