أعلنت تونس أمس أن «المثلث الصحراوي» جنوب البلاد هو «منطقة عسكرية مغلقة» يتوجب على كل من يرغب في دخولها الحصول على «بطاقة جولان» خاصة، مشددة على أن وحدات الجيش تمكنت من القضاء على مخيم لتنظيم القاعدة ودمرت سياراتهم فيما فر ستة منهم إلى ليبيا. وقال الناطق الرسمي لوزارة الدفاع العميد مختار بن نصر، إن الصحراء التونسية منطقة عسكرية مغلقة، يتوجب على كل داخل إليها، عبر المنافذ الخمسة التي ركزها الجيش، «الحصول على بطاقة جولان خاصة»، تسلم أساسا للعاملين في الصحراء والسياح الأجانب ويتولى الجيش مراقبتهم وحمايتهم من الضياع. وكان الجيش التونسي قصف يوم 20 جوان موكبا لسيارات رباعية الدفع محملة بالسلاح لمجموعة من إرهابيي تنظيم القاعدة، في عمق صحراء محافظة تطاوين الحدودية مع ليبيا والجزائر المجاورتين حال دخولها التراب التونسي. وأكد مسؤولون في الحكومة التونسية سابقا أن حركة الجماعات الإرهابية في الداخل أضحت تشكل تهديدا للجيران في إشارة إلى الجزائر، حيث تحاول جماعات إرهابية تهريب أسلحة من ليبيا نحو الجزائر، كما شدد بن نصر على أن «المثلث الصحراوي» يخضع لمراقبة محكمة عبر كل الوسائل، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع ساهرة على الجانب الأمني في الصحراء ومعنية بالحركية الاقتصادية فيها. وتحول المثلث الصحراوي إلى معقل من معاقل عناصر تنظيم القاعدة حيث تسلل عدد منهم إلى تونس، مما أثار مخاوف حقيقية من إقدام التنظيم على القيام بأعمال إرهابية داخل بلد يشهد حالة من الانفلات الأمني، وتناميا لنشاط المجموعات السلفية الجهادية. لكن بن نصر قلل من خطورة القاعدة على تونس، مشيرا إلى أن الجيش ضبط ثلاث عمليات تسلل لعناصرها للتراب التونسي ولاحظ أنها عمليات معزولة. وتابع أن طريق تجارة الأسلحة عبر الصحراء بعيدة عن تونس، وأنه «لا خوف على حقولنا البترولية». غير أن مصادر استخبارية وأمنية قالت إن «السلطات التونسية بحوزتها معلومات موثوقة وخطيرة، تؤكد أن عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي تنشط شمال مالي اغتنمت حالة الانفلات الأمني على الحدود الصحراوية الجنوبية، وتسللت إلى داخل التراب التونسي من أجل التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في تونس».