أعلن التلفزيون التونسي أمس عن اعتقال شخصين يشتبه في صلتهما بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقد اعتقل الشخصان في منطقة “تكريف” ب”تطاوين”جنوبتونس والواقعة على بعد 130 كلم عن الحدود الليبية فجر أمس، ويتعلق الأمر برعية جزائري وآخر ليبي. وأوضحت مصادر تونسية نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية أن المشتبه بصلتهما بالتنظيم الإرهابي كان بحوزتهما حزام ناسف وقنبلة يدوية حاول احدهما تفجيرها غير أنه تعرض لطلقة نارية نقل على إثرها إلى المستشفى. وتأتي عملية الاعتقال الأولى من نوعها لعناصر إرهابية أياما فقط بعد توقيف ليبيين في فندق بمدينة تطاوين كانا يحملان قنبلة يدوية وقيل أنهما عادا من الجزائر وحاولا العبور نحو ليبيا، وهي الحادثة التي دفعت بالسلطات التونسية إلى مطالبة مواطنيها بالإبلاغ عن كل الرعايا الأجانب الذين تم إيواؤهم وكل أولئك الذين تلاحظ عنهم تحركات مشبوهة. كما ضاعف الجيش التونسي من دورياته على الحدود الليبية لمنع تسلل عناصر مسلحة. ونقلت وكالة الأنباء التونسية أنه تم إلقاء القبض على إرهابيين جزائري وليبي في جبال “تكريف” على بعد 25 كلم من جنوب رمادة وقد حاول احدهما تفجير القنبلة التي كانت بحوزته، واعتبرت العملية على أنها الأولى من نوعها ووصفت بالخطيرة بالنظر إلى الوضع الأمني في تونس وتهديد تحول تونس إلى هدف لجماعات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بسبب الانفلات الأمني وهو ما يستدعي تنسيقا بين الجيش والأمن والمواطنين. وتواجه دول شمال إفريقيا والساحل تحديا امنيا كبيرا بسبب تدهور الوضع الأمني في ليبيا وتونس الذي أصبح يمثل فرصة سانحة للتنظيم الإرهابي لإعادة ترتيب أموره والحصول على أسلحة وحشد مقاتلين جدد في صفوفه واغتنام اكبر قدر من هذه الفرصة التي لم تكن تظهر بوادرها من قبل ثورة تونس وبعد الانفلات الأمني الذي انفجر في ليبيا أصبحت تحذيرات الخبراء الامنيين تتهاطل وتروج لإمكانية تحول تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى “أقوى جيش” في منطقة الساحل، خاصة بعد حديث عن حصوله على أسلحة متطورة من مخازن النظام الليبي. وقد كان معمر القذافي قد هدد الغرب وفرنسا بالتحديد بترك الأبواب مفتوحة لانتشار الإرهاب والمهاجرين السريين انتقاما لقرار مهاجمته والمطالبة بتنحيه. وتحاول الجزائر بالتنسيق مع دول الساحل كسب الوقت وتشديد مكافحة الإرهاب في المنطقة ومراقبة حركة الأسلحة والإرهابيين، وقد طالبتهم بالتحرك بسرعة لمواجهة انعكاسات الوضع في ليبيا.