ما تزال يوميات سكان مدينة الونزة أشبه بالكابوس مزمن من حياة عادية تحفظ ماء الوجه لمدينة منجمية بأكثر من 55 ألف نسمة وذلك على خلفية إهتراء تام للطرقات والأرصفة وانتشار رهيب للجريمة على خلفية البطالة. خلفت سحب الغبار والغازات المتطايرة الناجمة عن مخلفات المنجم كارثة بيئية حقيقة وتسببت في إصابة المئات من السكان بالأمراض الصدرية ومنهم من فارق الحياة متأثرا بها، في المقابل فإن فصل مئات العمال عن مناصبهم بالمنجم بالإضافة إلى الآلاف من البطالين الذين لم يجدوا فيه فرصة للعمل، فلقد بات وجود هذا المنجم على تراب بلدية الونزة نقمة على سكانها بدلا من أن يكون نعمة، ويبدو ذلك جليا في التصدعات والتشققات التي أصابت معظم المنازل جراء الانفجارات القوية واليومية والتي كلفت السكان أعباء إضافية مع الترميمات المتكررة. وأبدى لنا سكان هذه المنازل من خلال وقوفنا على مدى تأثرهم اليومي بهذه الانفجارات المتكررة والتي تكون مرعبة في كثير من الأحيان بسبب قوتها الزائدة خاصة مع انعدام المرشات التي تخفف من حد تطاير الغبار كما كان نقص المساحات الخضراء المساعدة على تلطيف الجو عاملا آخر في تفاقم الكارثة البيئية بالمدينة. من جهتهم عبر السكان وفي محاولة لتسليط الضوء على انشغالاتهم اليومية افتتحوا جملة شكاويهم بالمشكل اليومي الذي يشغلهم مع الحالة المزرية للطرقات التي تشهد اهتراءا تاما إذ يضطر المارة من الراجلين وأصحاب السيارات إلى اختيار الحفر أقل عمقا وضررا، كما رفض سائقو سيارات الأجرة التنقل لعدد من الأحياء بالنظر إلى الوضعية الكارثية للطرقات معللين رفضهم بخوفهم من الأعطاب التي تصيب سيارتهم والتي تكلفهم أعباء مادية هم في غنى عنها وهذا ما أثار غضب المواطنين الذين يضطرون إلى قطع عدة كيلومترات مشيا للرجوع إلى منازلهم. ومن جملة المشاكل التي تبقى تبحث لها عن حلول المياه الشروب التي صارت تلعب بأعصاب أبناء الونزة الذين صاروا كل صيف يضطرون إلى شراء المياه من الصهاريج المتنقلة بمبالغ تصل إلى 150 دج وهو مبلغ ل 200 لتر من المياه و هي الإشكالية التي ما زالت لم تجد لها حلا منذ عقود من الزمن . ليبقى المواطن البسيط بين المطرقة والسندان.