600 عامل بمنجم آرسيلور ميتال بالونزة في إضراب مفتوح دخل ما يقرب من 600 عامل بمنجم''آرسيلور ميتال'' بمدينة الونزة منذ أمس الأول في إضراب مفتوح مطالبين بحضور الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي سعيد شخصيا. وهذا بعد الانسداد الذي وصل إليه الحوار بين العمال والشريك الأجنبي الذي يسير هذا المنجم منذ ما يزيد عن 10 سنوات رغم العقود والاتفاقيات المبرمة بينهما الهادفة إلى تسوية وضعية العمال بتحسين ظروفهم المادية والاجتماعية من الزيادة في الأجور ، وتحسين ظروف العمل من خلال توفير تجهيزات وآلات عصرية للمنجم والتكفل بهم اجتماعيا إلا أن الوعود ظلت حبرا على ورق و لم تتحقق وأصبحوا يعملون في وضعية غير لائقة وبآلات قديمة لم تعد وظيفية وأصبح أغلب المال في حالة مرضية لا يحسدون عليها جراء الأتربة والغبار الذي تسبب في إصابتهم بالأمراض الصدرية ومنهم من فارق الحياة متأثرا بذلك،في الوقت الذي ينقل منه زهاء190 ألف طن يوميا من المادة الأولية للحديد إلى مصنع الحجار بعنابة وحسب مصدر موثوق للنصر من عين المكان فإن احتياط مصنع الحجار لا تتعدى مدة تشغيله 10 أيام ، وإذا استمرّ الإضراب المفتوح سيتوقف عن الإنتاج وهو ما سيسبب في تسجيل خسائر بمئات الملايير من الدنانير تتكبدها خزينة الدولة . وكل ذلك بسبب مخالفة الشريك الأجنبي الاتفاقية سواء تعلق الأمر بعمال المنجم أو سكان مدينة الونزة ,الذين أضحت يومياتهم أقرب منها إلى كابوس مزمن من حياة عادية تحفظ ماء الوجه لمدينة منجمية بأكثر من80 ألف نسمة ,أين خلفت سحب الغبار والغازات المتطايرة الناجمة عن مخلفات المنجم كارثة بيئية حقيقية ،تسببت في إصابة المئات من السكان بالأمراض المزمنة الخطيرة كالربو وداء الحساسية ، فضلا على فصل مئات العمال من مناصبهم بالمنجم . ناهيك عن الآلاف من البطالين الذين لم يجدوا فيه فرصة للعمل حتى بات وجود هذا المنجم على تراب بلدية الونزة نقمة على سكانها بدلا من أن يكون نعمة وهي المدينة التي عرفت منذ القدم بعاصمة الحديد، ويبدو ذلك جليا في التصدعات والتشققات التي أصابت معظم المنازل جراء الانفجارات القوية ،اليومية والتي كلفت السكان أعباء إضافية مع الترميمات المتكررة. وقد أبدى سكان هذه المنازل في اتصالهم بالنصر مدى تأثرهم اليومي بهذه الانفجارات المتكررة ، والتي تكون عادة مفزعة و مرعبة في كثير من الأحيان بسبب قوتها الزائدة تثير هلع وخوف الأطفال ، بالإضافة إلى انعدام المرشات التي تخفف من حدة تطاير الغبار، كما كان نقص المساحات الخضراء المساعدة على تلطيف الجو عاملا آخر في تفاقم الكارثة البيئية بالمدينة التي يطالب سكانها من الجهات المسؤولة كل من موقعه بإيجاد الحلول السريعة لإزالة الظلم والغبن عنهم.