مئات الآلاف في مسيرات رافضة للرئاسيات تحت إشراف رموز العصابات إلتزم الجزائريون رغم الصيام و شدة الحر الذي تعرفه جل ربوع الوطن، بالمشاركة و بقوة في مسيرات الجمعة الرابعة عشر (14) على التوالي، التي عبروا من خلالها عن دعمهم للخطوات التي قامت بها قيادة الجيش الوطني الشعبي و رددوا شعار “الجيش الشعب خاوة خاوة ..وقايد صالح على الخونة”، كما جددوا رفضهم تنظيم الرئاسيات تحت إشراف رموز العصابات، و خصوا بالذكر كلٍّ من رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، والوزير الأول نور الدين بدوي. عاد الجزائريون في مسيرات أمس التي عرفتها جل ولايات الوطن، لتأكيد تمسكهم بلحمة الشعب و الجيش، و جددوا دعمهم لقيادة المؤسسة العسكرية في مسعاها الخاص بمكافحة الفساد و المفسدين و إستعادة ما نهب من أموال الشعب، مرددين في هذا السياق شعارا صدح في العديد من شوارع ربوع الوطن “جيش شعب خاوة خاوة .. وقايد صالح على الخونة”، كما كرسوا إجماعهم مرة أخرى على مواصلة النضال دون كلل أو ملل، إلى حين تحقيق الهدف المنشود المتمثل في رحيل كل وجوه النظام مع المحاسبة، و في مقدمتهم عبد القادر بن صالح، رئيس الدولة المؤقت، و نور الدين بدوي، الوزير الأول، كما جددوا رفضهم لإجراء الإنتخابات الرئاسية المقررة في ال 4 جويلية القادم تحت إشراف رموز العصابات، مرددين في هذا السياق شعارات عدة أبرزها “لا بدوي لا بن صالح تسقط دولة المصالح”، “لا رئاسيات تحت إشراف العصابات”. ففي العاصمة على سبيل المثال لا الحصر، عملت السلطات كل ما في وسعها لمنع تجمع المتظاهرين بالقرب من البريد المركزي، لما صار للمكان من رمزية، حيث تم تطويقه بعشرات الشاحنات الخاصة بقوات مكافحة الشغب، كما قام المئات من عناصر الشرطة بغلق كل المنافذ المؤدية لساحة البريد المركزي، و بمجرد فراغ المواطنين من صلاة الجمعة توجهوا في شكل سيول بشرية لمساندة زملائهم الذين نزلوا إلى شوارع العاصمة صباجا، ليتمكنوا بعدها من كسر الحاجز الأمني ويصلوا ساحة البريد المركزي بعد أن تجمعوا قرب جامعة “بن يوسف بن خدة”، مرددين شعارات عدة أبرزها “كليتو لبلاد يا سراقين”، “أحنا شعب واحد ما يفرقنا حتى واحد” ،”دولة مدنية ماشي عسكرية”. و في خضم ذلك كانت ساحة البريد المركزي و محيطه، مسرحا لاعتقالات بالجملة، و لأول مرة منذ بداية الحراك لوحظ تواجد معتبر للشرطيات، بهدف تفتيش النسوة أو الإناث المشاركات في المسيرات الجمعة ال 14 من الحراك الشعبي، علما أن مئات المتظاهرين تم إخضاعهم أمس من طرف قوات الأمن لعمليات تفتيش في مختلف شوارع العاصمة. و كما حدث في الجمعات الثلاث السابقة، قامت قوات مكافحة الشغب بغلق النفق الجامعي لتفادي أي مشاكل قد تحدث داخله، وسط صيحات المتظاهرين الذين لم يرقهم الأمر. الزخم نفسه صنعه مواطنو مختلف الولايات و المطالب ذاتها رفعت في كل أنحاء الوطن، على غرار ما حدث في البليدة، تيبازة، وهران،مستغانم، غيليزان،و المسيلة، تلمسان، قسنطينة، عنابة، تيزي وزو، بجاية، و البويرة، باتنة، و الجلفة، و طبعا في برج بوعريريج، أين إستطاع بعض الشباب بلوغ طوايق “قصر الشعب” كما جرت عليه العادة، و زينوه ب “تيفوهات” متعددة الرئاسل، رغم غلق المداخل السفلية لهذا المبنى غير المكتمل بالآجر الأسبوع الماضي.