راهن عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أمس، على تحقيق تشكيلته لفوز ساحق في الانتخابات المحلية القادمة والبقاء كقوة سياسية أولى في البلاد، من أجل تحقيق ما سماه “توطين أعراس الحزب العتيد” التي ألف الأفالان بنظره تحقيقها في كل موعد انتخابي، وآخرها فوزه بغالبية مقاعد المجلس الشعبي الوطني في تشريعيات العاشر ماي الأخير. وخلال كلمة ألقاها أول أمس بالمقر المركزي للحزب بمناسبة تلقيه تهاني عيد الفطر من قبل مناضلي وقيادات جبهة التحرير التي غاب عنها وزراء الحزب العتيد، أكد الأمين العام للأفالان أنّ عملية انتقاء المترشحين الذين سيخوضون معترك المحليات الخاصة بكل من المجالس البلدية والولائية، سيتم الكشف عنها خلال الأيام القادمة، في إشارة منه إلى أنّ العملية ستتوّج بعد اللقاءين التكميليين اللذين ستجري فعالياتهما بكل من غليزان وبرج بوعريريج. وأكد بلخادم أنّ حزبه سيعقد جامعته الصيفية في العشر الأيام الأولى من شهر سبتمبر المقبل، بما سيمسح له بوضع الأسس الأولى لانتقاء المترشحين للمجالس المحلية، وكذا وضع الإطار الذي سيجري من خلاله جمع الترشيحات وكيفية الدخول في الحملة الانتخابية، والتجنيد لها بكل الإمكانات والوسائل، وكان الأمين العام للحزب قد أصدر في هذا الشأن تعليمة خاصة من شأنها فتح باب الترشح أمام فئة الشباب لتقلد المسؤوليات في المجالس المنتخبة المحلية (البلدية والولاية)، حيث خصص الأفالان نسبة 40 بالمائة من حصة الشباب في قوائم الترشح. في جانب آخر أكد عبد العزيز بلخادم أن حزب جبهة التحرير الوطني لا يؤمن بالقطيعة وهو دوما يدعو إلى التواصل مع الأجيال، واغتنم الأمين العام للحزب هذه المناسبة ليوجه رسالته للمواطنين الذين منحوا ثقتهم للحزب في الانتخابات التشريعية السابقة، موضحا أن جبهة التحرير الوطني وطّنت نفسها للعمل على استكمال هذا الفوز في الانتخابات المحلية القادمة، وحثّ بلخادم في كلمته أمناء المحافظات والقسمات وخصوصا المنتخبين على ضرورة التزامهم بعهدهم الذي قطعوه للمواطنين. إلى ذلك، دعا بلخادم إلى مساءلة المسؤولين عن الفساد، معتبرا أنّ الظاهرة وليست مقصورة على قطاع واحد فقط، في إشارة منه إلى الأزمة التي عاشها المواطن الجزائري طيلة شهر رمضان كامل من خلال الانقطاعات المتكررة للكهرباء خلفت خسائر مادية كبيرة، ورأى بلخادم أنّ الفساد ظلّ موجودا منذ أيام الثورة الجزائرية، وكانت الجبهة – بحسبه - الوحيدة التي حاربت هذه الظاهرة، وعلى حد قوله فإن القضاء على الفساد مرهون بإنشاء لجان تأطير ومساءلة مسؤولي كل القطاعات. وفي خضم الاحتفالات بذكرى 20 أوت 55 و56، أكد وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس، أنّ الأيام القادمة ستكشف أن جبهة التحرير الوطني كانت وما تزال وفية للعهد الذي قطعته على نفسها لعهد الشهداء، وأنها تعمل على تجسيد ما التزمت به أمام المواطن وما قدمه منتخبوها له، وشدد قائد الجبهة على ارتباط الأفالان بالأجيال القديمة والجديدة، فهما مثل حبل الوريد – على حد تشبيهه - لا يمكن أن ينفصل عن العضو المرتبط به، وأراد بلخادم القول إن حزب جبهة التحرير الوطني لا يؤمن بالقطيعة، وهو دوما يدعو إلى التواصل مع الأجيال، مؤكدا أنه لا مستقبل للجزائر بدون الجيل القديم، وأن الجيل الجديد لا يمكنه أبدا أن يستغني عن الجيل القديم، وهو في حاجة لتجاربه. ولم تتمكن الصحافة من أخذ أي تصريح من الأمين العام للأفالان الذي كان برفقة رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام الذي كان عاجزا عن الحركة تماما، حيث تحفظ عن الحديث في القضايا مثل الحكومة القادمة، الدخول البرلماني، التعديل الدستوري وقضايا الفساد، مشيرا أن الإجابة على هذه الانشغالات ستأتي في وقتها وأنه سيتم التطرق إليها بالتفصيل خلال الأيام التكوينية المزمعة مطلع الشهر الداخل. كما تحفظ بلخادم بشدة فيما تعلق بقضية حفيد الأمير عبد القادر المحكوم عليه بالإعدام من طرف النظام السوري، لاسيما والقضية أثارت جدلا كبير لدى الرأي العام منذ اعتقاله. الجدير بالذكر بن عملية تقديم التهاني لعبد العزيز بلخادم عرفت إقبالا كبيرا لكوادر ومناضلي الحزب الذين تدافعوا داخل المقر المركزي للحزب بحيدرة وسط تعزيزات أمنية معتبرة، فيما سجلت المناسبة حضور بلعيد عبد السلام رئيس الحكومة الأسبق.
