شهدت نهاية الأسبوع ولاية جيجل، تساقط كميات معتبرة من الأمطار الطوفانية غمرت عديد الطرقات الوطنية والولائية ومساحات كبيرة من الأحياء السكنية وألحقت خسائر مادية معتبرة بالعديد من المحلات التجارية والمساكن الخاصة، حيث وجدت العديد من العائلات نفسها في لحظة قصيرة وسط طوفان جارف من المياه. في بلدية (سيدي عبد العزيز) تسبب ارتفاع منسوب وادي بارتشون بالمدخل الغربي للمدينة، وانسداد مجاري هذا الوادي تسبب في غمر العديد من المنازل والمحلات التجارية المتواجدة على مستوى حي تيمديوان القريب من الطريق الوطني رقم 43 والذي عرف هو بدوره انقطاع في حركة المرور لمدة أربع ساعات، تشكلت على إثر ذلك طوابير طويلة للسيارات على مسافة عشرات الكيلومترات. أما ببلدية الجمعة بني حبيبي تسبب ارتفاع منسوب الوادي الذي يشق المدينة في فيضانات عارمة بوسط هذه الأخيرة، وغزت المياه الطوفانية عديد المحلات التجارية مما أدى إلى اتلاف بعض السلع المعروضة بالكثير منها، وأكثر المتضررين هم الباعة المتجولون الذين قدموا لعرض سلعهم على مستوى السوق الأسبوعي لهذه المدينة الذي يصادف يوم الجمعة. هذا وعرفت بلديات أخرى على غرار الميلية والقنار، الطاهير، السطارة، الشقفة والعوانة هي الأخرى أجواء مشابهة بفعل التهاطل الكبير للأمطار التي بلغت -حسب مصادر من مصلحة الأرصاد الجوية- أكثر من أربعين ميلمتر، لم تترك الفرصة لمختلف السلطات المحلية على مستوى بلديات الولاية للتعامل معها بشكل أفضل، لاسيما فيما يخص تنظيف البالوعات والمجاري المائية التي غمرتها الأتربة خلال الثلاث أشهر الصيفية، وما عرفته من تراكم لمختلف المخلفات من أتربة وبقايا أغصان الأشجار، وهي الوضعية التي أعاقت التسرب السليم للمياه الطوفانية إلى هذه البالوعات الخاصة بصرفها في مجاري الأودية والشعاب. وبولاية تبسة كذلك، شهدت نهاية الأسبوع تساقط كميات كبيرة من الأمطار وهي الأمطار الربانية التي أتت لتكشف عورات وسوءات المسؤولين والمقاولين الذين أسندت لهم مهام انجاز مشاريع في عاصمة الولاية تبسة. وفي جولة قادتنا إلى عدة أحياء وجدنا المواطنين في حالة غليان كبيرة بعد انسداد بالوعات الصرف الصحي الذي انتقل ليلج البيوت. وكشف بعض المواطنين أنهم صاروا في صراع مع هذه الروائح طيلة ساعتين لإخراج ما تم إدخاله من قاذورات داخل البيوت خاصة في حي الزاوية، الذي عرف غلقا كاملا للطريق بسبب كميات السيول المتدفقة وهذا بالمقطع المحاذي لدار الشباب سابقا، وهو نفس الحال الذي عرفه حي الزيتون والمرجة وباقي أحياء المدينة التي لم تستثنها الحالة، وقد كشفت الأمطار الأخيرة عن العيوب التي أنجزت بها الأشغال على مستوى الطرقات والبالوعات التي لم تعمر طويلا. وأتت عليها أمسية جمعة كشفت مساوءها، وطالب السكان من السلطات المعنية فتح تحقيق في الطريقة التي يتم بها انجار هذه المشاريع التي تكلف خزينة الدولة الملايير من السنتيمات ولا تعمر إلا شهورا معدودة .