تتكدس أكوام من الفضلات على قارعة الطرق بمدينة بريكة، صانعة ديكورا أمام المنازل وفي الفضاءات الفارغة والساحات العمومية، هو المشهد الذي يتكرر في أغلب بلديات وكبريات أحياء بريكة، التي تحولت إلى مفرغة شاسعة وعملاقة للفضلات والأوساخ. ولم تستثن هذه الظاهرة الأحياء الراقية التي تتناثر فيها الأكياس السوداء وبقايا المأكولات، أين تكثر شتى أنواع النفايات المنزلية التي تستقطب عديد البزناسة من الباحثين عن القوارير البلاستيكية فضلا عن القطط والكلاب الضالة. كما يعمد عديد المواطنين إلى حرق هذه الأكوام سعيا منهم إلى التخلص من الروائح الكريهة التي تنبعث منها والحشرات التي تعيش فيها، غير معتبرين بما تسببه هذه الحرائق من انعكاسات بيئية خطيرة على المحيط وبالخصوص على صحة المواطن لما تصدره من انبعاثات سامة ومخلفات أوبئة خطيرة. الناموس يغزو الأحياء من هنا تبدأ المعاناة التي تتربص بالسكان، حيث يشتكي المواطن من النقص الفادح في الخدمات التي تقوم بها الدائرة الكبرى وبقية البلديات الصغرى، من تنظيف الأحياء سواء كانت شعبية أو غيرها وتخليصها من الأوساخ العالقة بها منذ أسابيع بل الأصح أشهر طويلة، والتي قد أفرزت من خلالها مفرزات من الناموس والحشرات التي تشرع في امتصاص واستنزاف ما تبقى من دماء المواطنين، بعد أن امتص مسؤولو البلديات جزءا منها مقابل الأداء البلدي، وغيرها من الأداءات الأخرى المتراكمة على المواطنين ولا سيما أصحاب الدخل المحدود. وإلى جانب ذلك نجد اللاوعي من طرف السكان برمي الفضلات المنزلية، حيث نجد مخلفات البناء منتشرة على قارعة الطريق، وفي البنايات المهجورة وبجانب الأسوار وغيرها من الفضاءات شبه الفارغة. وتمثل جميع الفضلات ملاذا للحشرات السامة وغيرها، وذلك دون أن يتهرب المواطن من المسؤولية التي تكون على عاتقه كفرد من المجتمع، فعليه أن يتحلى بسلوك حضري ومدني أثناء تعامله مع المشكل للمساعدة في القضاء على هذه النقائص. تذمر من المصبات العشوائية وروائح كريهة بالشوارع الرئيسية بالتنقل على طول الطرق الرابطة بين أحياء مدينة بريكة، نلاحظ عديد المصبات العشوائية المتمثلة في أكوام الفضلات وأكداس من التراب والحجارة، وهو ما أدى إلى رفع عديد الشكاوى من طرف أصحاب المحلات المجاورة والمساكن من أجل تدخل سريع للبلدية لكن دون جدوى من ذلك. وأكد لنا بعض المواطنين أنه سبق لهم وأن أودعوا عدة شكاوى لدى المصالح البلدية جراء وجود أماكن فارغة تعتبر المصب الأساسي لفضلات بعض المخالفين لكن بقيت هذه الشكاوي حبرا على ورق، بالرغم من تنقل الشاحنات لنقل الفضلات بصفة يومية في أحياء بريكة، إلا أنك تلاحظ وجود المصبات العشوائية على الشارع الرئيسي بالمنطقة وأمام بعض المدارس. كما لم تسلم الطرقات الخاصة منها المجاورة للمحلات من وجود مصبات عشوائية على حافتها. ويعتبر غياب الحاويات السبب الرئيسي في انتشار هذه المصبات العشوائية. هذا بالإضافة إلى عدم قيام البلدية بدورها في ظل وجود النيابة الخصوصية. وبالتنقل بين العمارات الموجودة بالمنطقة، تلاحظ انتشار الأعشاب الطفيلية بصفة مكثفة، مما يعطل المرور من تلك المنطقة أحيانا كثيرة خاصة عند سقوط الأمطار. ومن أجل هذا يطالب سكان بلدية بريكة السلطات المعنية بضرورة التكفل بالمشكل الذي أرّقهم لعدة سنوات، والمتعلق بانتشار الأوساخ والنفايات على مستوى كل من هذه الأحياء التي شكلت بدورها ضررا على صحة المواطنين القاطنين بالمنطقة. حيث عبر السكان عن استيائهم إزاء الوضع الذي جلب الأمراض والأوبئة وحتى الحيوانات الضالة التي ساهمت هي الأخرى في بعثرة النفايات وانتشارها في كل مكان، علاوة على ذلك انبعاث الروائح الكريهة التي عمت الأحياء جراء تراكم هذه النفايات التي طالت مدة رفعها في شاحنات النفايات التي وصفها السكان بالمتهاونة في عملها غير المنظم. وعلى هذا الأساس جدد سكان هذه الأحياء نداءهم للسلطات المحلية بضرورة التكفل بهذا القطاع الهام جدا الذي بات اليوم يعاني من حالة التدهور ولامبالاة المسؤولين، لهذا يحاول المواطنون من خلال هذا النداء تحسيس السلطات المحلية بضرورة التكفل بهذا القطاع الهام، وذلك بتوفير شاحنات إضافية وتكثيف عمال النظافة وتحديد ساعات إضافية تجول فيها الشاحنات لرفع النفايات لضمان نظافة الحي والحد من المشاكل التي رافقت سكان البلدية لعدة سنوات.