أدت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت في اليومين الماضيين إلى حدوث حالة من الرعب لدى السكان الذين يقيمون في منحدرات وبالقرب من الأودية، بعدما عجزت البالوعات المملوءة بالأوحال عن تمرير المياه مما جعل مرور المركبات شبه مستحيل ببعض الطرقات. كما تعرضت الكثير من المباني القديمة للانهيار وخرج سكان عمارة الخطوط الجوية الجزائرية الكائنة بقلب مدينة تبسة هروبا في الفترة الليلية بعد تحرك الجدران التي تآكلت ولم تعد تستطيع تحمّل إيواء 10 عائلات، كما قاموا بإشعال النيران بالقرب من البوابة في حركة احتجاجية جراء تماطل الجهات المعنية في تحويلهم لسكنات لائقة وإنقاذهم من موت محقق، رغم أن كل الخبرات أكدت استحالة ترميم أو الإقامة بهذه العمارة. وعلمنا من مصادر مؤكدة أن مياه السيول المتدفقة بقوة والقادمة من المرتفعات الواقعة شرق بلدية الشريعة ولاية تبسة، قد جرفت قبورا قديمة بالمنطقة الريفية المسماة بئر الطويل شرق مقر بلدية الشريعة. وذكر عدد من السكان الذين قصدوا رئيس الدائرة، نهار أمس أن الجزء المحاذي للوادي قد تعرت قبوره وجرفت العظام بفعل السيول التي غمرت الجهة بشكل لم يشهده سكان الجهة منذ سنوات، بحيث تجمعت المياه في الشعب والوديان الصغيرة والتقت في الوادي الكبير الذي حمل في طريقه كل ما صادفه، وبلغت مياهه المتحركة الطريق الوطني رقم 83 في جزئه الرابط بين بلديتي الشريعة وبئر مقدم. وناشد السكان السلطات المحلية بناء سد منيع لمواجهة الخطر القادم من الوادي. وفي السياق ذاته، أتلفت مياه الوادي الجارفة القناة الرئيسية الممونة لابتدائية أولاد مسعود، كما تضررت القناة الرئيسة الممونة للسكان بأولاد الحاج التابعة ببئر مقدم وإذا لم تسارع السلطات في إصلاحها، فإن المنطقة ستشهد تذبذبا في توزيع المياه. تجدر الإشارة إلى أن الأمطار المتساقطة على عموم ولاية تبسه في ال 48 ساعة الأخيرة، لم تخلف مشاكل كبيرة بحيث لم تسجل مصالح الحماية المدنية تدخلات في هذا المجال، وبالمقابل كشفت الاضطرابات المناخية الأخيرة عيوب الإنجاز في بعض المشاريع، إذ غطت المياه المتدفقة القادمة من المرتفعات، العديد من الشوارع، ما فضح اهتراء البالوعات وقنوات الصرف.