وعدت أمس الوزيرة الفرنسية المنتدبة المكلفة بالفرانكفونية يمينة بن قيقي أن الجزائريين سيكتشفون خطابا فرنسيا جديدا بشأن كل الملفات بين البلدين خلال الزيارة المرتقبة لفرانسوا هولاند قبل نهاية السنة الجارية يخالف ذلك الذي ألفوه مع سابقه نيكولا ساركوزي. وقالت بن غيغي في تصريحات أمس عقب لقائها وزير الخارجية مراد مدلسي “إننا عشية موعد هام ألا وهو مجيء الرئيس فرانسوا هولاند الذي يأتي على ما اعتقد بألفاظ جديدة ولهجة جديدة لهجة جد انسانية لهجة من القلب”. وأضافت من جهة أخرى أن “زيارتها كانت جد ثرية ومفيدة وسأعود بشعور ارتياح وتفاؤل”. وأوضحت أيضا أنها “سنة تكتسي أهمية بالغة بالنظر للذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر. وإنني أقف هاهنا أمامكم بكثير من التأثر. إنني من أصل جزائري”. ولدى تطرقها إلى إقامتها بالجزائر قالت المسؤولة إنها “تحدثت عن الفرانكوفونية” مع الإشارة إلى أن “الفرنسية اليوم ليست ملكا لفرنسا فقط وإنما ملك للفضاء الفرانكفوني وهي لغة تمكننا من التحدث مع بعضنا البعض في إفريقيا وعرفت العلاقات بين الجزائروفرنسا في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي توترا مستمرا بسبب ملفات الذاكرة، وكذا اللهجة التي كان يستعملها الأخير في حديثه عن الملفات العالقة بين البلدين. ومعلوم أن ساركوزي وحزبه التحالف من أجل حركة شعبية كانوا وراء قانون 23 فيفري الممجد للإستعمار عام 2005 كما أنه رفض قضية الإعتراف بجرائم الاستعمار وسعى لإجهاض مشروع معاهدة صداقة بين البلدين. وشدد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، في تصريحات عشية هذه الزيارة، على أن الجزائر ستظل متمسكة بمطلب اعتذار فرنسا عن جرائم الاستعمار “ولو تطلب الأمر انتظار سنوات أخرى لإقناع باريس بذلك”. وأبدى الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند موقفًا أكثر ليونة تجاه التاريخ الاستعماري مقارنة بساركوزي، وقال في حملته الانتخابية إنه “مع فكرة اعتراف بلده بجرائم الاستعمار”، لكنه رفض إجبار فرنسا على الاعتذار عن جرائمها. وقال هولاند، في رسالته الأخيرة للرئيس بوتفليقة، إن “فرنسا ترى أن هناك مكانًا لنظرة مسؤولة إلى ماضيها الاستعماري المؤلم، وفي الوقت نفسه لاندفاعة واثقة نحو المستقبل”. ودعا الرئيس الجزائري إلى بناء شراكة استثنائية بين البلدين، وقال “تاريخنا المشترك الطويل نسج بين فرنساوالجزائر صلات استثنائية، علينا أن نذهب أبعد منها لبناء هذه الشراكة”.