تشهد معظم المكاتب البريدية عشية عيد الأضحى المبارك بولاية باتنة، فوضى جد عارمة خاصة هذه الأيام تزامنا مع موعد تقاضى المتقاعدين لأجورهم، والتي أثرت بدرجة أولى سلبا على هؤلاء الذين لم يتمكنوا من الصمود أمام الاكتظاظ الذي يخيم على مختلف المكاتب البريدية عبر بلديات الولاية ال61، حالة من الفوضى والاكتظاظ جراء تدفق الآلاف من المواطنين في طوابير طويلة، يشهدها كل مار على هذه المراكز البريدية. فوضى عارمة أمام مراكز البريد شهدت معظم مراكز البريد الموزعة عبر مختلف ولاية باتنة منذ الساعات الأولى لنهار أمس، إقبالا غير مشهود من ذي قبل المتقاعدين الذين اصطفوا في طوابير طويلة بعد بوقت بزوغ الفجر وأدائهم لصلاة الفجر بالمساجد يأملون بالحصول على راتبهم الشهري بأسرع وقت ممكن للذهاب للتسوق وقضاء حاجيات العيد الذي شهد هذه الأيام ارتفاع في أسعار السلع، خاصة منها الخضر والفواكه ناهيك عن أضحية العيد التي أصبحت عشقا ممنوع حسب الكثير ممن حدثونا، كما حاولت "السلام" التقرب من عدة شيوخ مسنين التي رصدت تذمرهم وامتعاضهم الشديدين إزاء الوضعية التي آلت إليهم في هذا السن المتأخر من العمر، أين يعجز شيخ على الوقوف لساعات منتظرا بضع "دريهمات" لكف ولو نسبيا حاجيات العيد التي تكثر متطلباته هذا الأسبوع. حيث طالب هذا الأخير ومجموعة معه ممن التحقوا للحديث معنا، بضرورة رفع في عدد مراكز البريد وتطوير خدماتها حتى لا يضطروا القدوم في ساعة مبكرة و الإنتظار لساعات طويلة. تعطل أجهزة الإعلام و"الكرطونة" الحل الأمثل بغض النظر على الطوابير والفوضى المسجلة في مختلف مراكز بريد الولاية وغيرها من الدوائر والبلديات التابعة لها، يزيد عن ذلك ما لا يحبه أحدنا ولا غيرنا مشكل عويص قد يكون في بعض الأحيان وطني، ألا وهو نقص السيولة. حيث لوحظ مؤخرا وخاصة هذا الأسبوع من هذه الأيام أين لم يتمكن المواطنون المتوافدون على مكاتب البريد من سحب أموالهم نتيجة غياب السيولة المالية، مما أثار حالة من القلق لدى زبائن شبابيك الدفع التي وجدت نفسها عاجزة عن إجراء عمليات التخليص، في أجواء من الضغط واكتظاظ من طوابير وأعمار مختلفة من الوافدين، الذين يرغبون في تقاضيهم مستحقاتهم الشهرية وغير ذلك من الذين أودعوا أموالهم لوقت الحاجة. هذا في وقت يعاني فيه آخرون من شيء يعود إلى العامل التقني الذي تشهده برامج البريد المتعامل بها وطنيا عبر أجهزة الإعلام الآلي المختلفة التي هي بدورها تشكل عائقا آخر للزبائن بعد تعطلها، مما خلق من ذلك تذمرا لا مثيل له لدى الزبائن معبرين عن غضبهم ومنوعين لرداءة الأجهزة رغم تقدم العصر والتكنولوجيا، حيث طالب معظم المتعاملين العودة للطريق التقليدية لتمكن عدد منهم من تسلم أجورهم بالطريقة القديمة عن طريق ''الكرطونة''.