بسبب تورط الشركة في فضائح الفساد مع مجمع سوناطراك، تمت أمس إقالة "بيترو فرانكو تالي" من منصبه كرئيس المدير العام لشركة "سايبام" الإيطالية فرع شركة "أيني" بالجزائر الناشطة في المجال البترولي، عقب فضيحة الفساد التي هزت مجمع "سوناطراك" على خلفية التجاوزات التي ارتكبتها الشركة الإيطالية على مستوى مشروع "جيكا 3" الذي تشرف عليه في عين جاسر بالقالة ولاية سكيكدة . كشفت أمس تقارير صحفية إيطالية "إيل سول 24 أور"، أن قرار الإقالة جاء بناء على ضغط من الرئيس المدير العام لشركة "أيني" العملاقة التي تملك أغلب الحصص في أسهم شركة "سايبام"، التي تستحوذ فيها السلطات الإيطالية هي الأخرى على ما نسبته 36 بالمائة من إجمالي حصصها، ليكون بذلك قرار إقالة "بيترو فرانكو تالي" بإجماع من كلى المساهمين السابقين بالذكر ضمانا للمصالح المشتركة بين الطرفين وحفاظا على سمعة الشركة. كما تم أمس في السياق ذاته توقيف التداول على أسهم "سايبام" في البورصة الإيطالية بعدما سجلت قيمة أسهمها انخفاضا كارثيا قدر ب 4.3 بالمائة، كدليل على بداية تداعيات الصدمة التي تلقتها الشركة، وهو ما سيفتح المجال لمزيد من الانهيارات والمشاكل التي ستعصف مستقبلا باستقرار الشركة الإيطالية. وتورطت إدارة "سايبام" بقيادة مديرها التنفيذي المقال في كثير من الصفقات المشبوهة وعدد من مشاريع المناقصات الدولية التي ظفرت بها من خلال طرق غير شرعية على غرار مشروع أنبوب الغاز "جيكا3" الذي تشرف عليه بالقالة والذي كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، إذ تجاوزت الشركة الإيطالية المهلة القانونية لتسليمه والمقدرة ب 26 شهرا، بعدما استنزفت ما قيمته 9 مليار دينار أي ما يعادل 333 مليون أورو كقيمة للمشروع عبر مرحلتين، الوضع الذي سيكبّدها حتما خسائر مالية ضخمة جراء ذلك، في انتظار ما ستسفر عليه قرارات العدالة.