تقود شركة النفط البريطانية العملاقة "BP" في الآونة الأخيرة رفقة العديد من الشركات الأجنبية المختصة في أمن المواقع البترولية حملة شرسة ضد الجزائر، لضرب وتشويه صورة الاستقرار الأمني في البلاد، مستغلة في ذلك حادثة الاعتداء الإرهابي الأخير على قاعدة حياة تيغنتورين، بهدف تنفير شركات التنقيب من مشاريع الطاقة في الجزائر، واستغلال الوضع كورقة ضغط لتجسيد أجندتها الحريصة على إنفرادها بتنازلات تسمح لها بالظفر بمشاريع التنقيب عن البترول وخاصة غاز الشيست الذي تضعه "BP" نصب عينيها. وبادرت "BP" في الأيام القليلة الماضية بحشد خبراء مختلف الشركات الأجنبية المختصة في أمن المواقع البترولية، مستثنية الجزائريين منهم لدراسة الوضع الجزائري بعد حادثة تيغنتورين، قصد فبركة سبل تملصها من مسؤوليتها من الحادثة وتحميل الجهات الجزائرية تبعات الفضيحة كاملة، لضرب صورة الاستقرار الأمني في البلاد و توجيه الوضع لخدمة أجندتها القائلة بتنفير شركات التنقيب العالمية الناشطة في الجزائر تحت ذريعة انعدام المناخ الأمني المناسب لمزاولة نشاطها، وعزل قطاع الطاقة للأخيرة، في سبيل انفرادها وحدها بمشاريعه المختلفة، واستغلال الوضع كورقة ضغط على السلطات الجزائرية للفوز بتنازلات تمكنها من احتكار القطاع، لاسيما ما يخص التنقيب عن غاز الشيست الذي تضعه الشركة البريطانية في مقدمة أولوياتها. وفي السياق ذاته تسعى "BP" لتبني نفس الإستراتيجية الخبيثة مع السلطات الليبية بعدما قررت أمس على لسان المتحدث باسمها إعادة التفكير ودراسة خططها وبرامجها الخاصة بالتنقيب عن البترول في الأراضي الليبية، حين قال "كنا نتوقع استئناف التنقيب في نهاية الربع الثاني من العام الجاري لكننا حاليا بصدد مراجعة خططنا" قصد المماطلة، وضع يجسد المماطلة البريطانية المتعمدة في سبيل الحصول على بعض الامتيازات والتنازلات، علما أنها كانت قد علقت قبل عامين أنشطة حفر الآبار للتنقيب خلال الحرب الأهلية التي أطاحت بمعمر القذافي سنة 2011.