عدّد المجاهد والدبلوماسي السابق، خليلي مسعود مناقب رئيس المجلس الأعلى للدولة الراحل علي كافي، ووصفه ب"الرجل الوسطي" وقال إنه استوعب الأوضاع وأدرك ببصيرته دواخل الأمور ولهذا "كان يعرف كيف يقود السفينة وسط الأمواج العاتية". استحضر الكاتب العام للولاية التاريخية الثانية خليل مسعود، في تصريح ل "السلام" أمس، ذكريات الفترة التي جمعته بالفقيد المجاهد والرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي بمدرسة الكتانية، بقسنطينة، نحو عام 1947، أين كانا يزاولان دراستهما مع عدد من رفقاء السلاح لاحقا كرئيس الجمهورية السابق هواري بومدين، والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني سابقا عبد الحميد مهري وغيرهما. وعن معرفته به كرفيق دراسة، قال خليلي مسعود إن علي كافي كان منضبط السلوك ومعروف بحماسته. وبعد تخرجه من مدرسة الكتانية التي كانت حسب متحدثنا، ملاذا لمناضلي حزب الشعب الذين رفضت مدارس جمعية العلماء المسلمين استقبالهم، تنقل إلى تونس لمزاولة دراسته بجامع الزيتونة. في حين انتقل خليلي مسعود لاحقا إلى القاهرة للغرض نفسه، ولكن الثورة التحريرية جمعتهما ثانية في الولاية التاريخية الثانية، فبعد فترة تدريبية قضاها بالقاهرة، قرر خليلي مسعود الالتحاق بالميدان، وقطع الحدود الشرقية إلى الداخل. وفي منطقة الجيزية - التابعة للقل- على الحدود مع فرقال، التقى المرحومان لخضر بن طوبال وعلي كافي وكان الأول رئيسا للولاية الثانية والثاني نائبا له في رتبة رائد. ورغم أن علي كافي، حسب محدثنا، لم يبد موقفا من شكوك لخضر بن طوبال في المجموعة القادمة من القاهرة واعتبرها محسوبة على أحمد بن بلة وكان يوشك على إعدام أفرادها، إلا أنه تمسك بوصفه ب"الرجل الطيب الذي يملك حسا دبلوماسيا". وإذا كانت الدراسة قد جمعتها في البداية، ثم جمعتها الثورة ثانية، فقد جمعهما حقل الممارسة الدبلوماسية مرة أخرى أثناء الاستقلال فعندما كان المرحوم علي كافي سفيرا في لبنان، كان محدثنا قائما بالأعمال في سوريا وكانا يتبادلان الزيارة أحيانا، وكثيرا ما التقيا في دمشق عندما كان مسؤول الولاية التاريخية الثانية المرحوم علي كافي يزور رفقاءه في النضال من سوريا كالدكاترة زعيد، وإبراهيم باغوس، والأتاسي ممن دعموا الثورة الجزائرية وحاولوا الالتحاق بصفوفها داخل الجزائر ولكن القيادة فضلت إبقاءهم في تونس للإشراف على معالجة الجرحى. وعن موقف علي كافي من الانقلاب على حكم أحمد بن بلة، قال خليلي مسعود إن المرحوم كان على خلاف مع بن بلة، وأن الأخير سيقيله من منصبه كسفير مثلما كان سيقيل عبد العزيز بوتفليقة من منصبه كوزير للخارجية، وأعفاه من حضور أحد اجتماعات السفراء. وفي فترة ترأس علي كافي للمجلس الأعلى للدولة، كان القائم بالأعمال السابق خليلي مسعود يمارس مهامه الدبلوماسية في إيران وحدث أن تواصل معه تليفونيا لينقل له الموقف الإيراني المتقلب في ظاهره مما كان يحدث في الجزائر بداية التسعينيات من القرن الماضي والداعم في حقيقته للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة ولم يجمعهما اللقاء بعدها إلا خارج إطار المناصب الرسمية.