يفتح ضيف “السلام”، عضو المجلس الدستوري الأسبق، قاسم كبير، في الجزء الأخير من شهادته، ملف علاقته بالرئيس الأسبق اليامين زروال، ويكشف عن تفاصيل لقاءاتهما وتعاملهما وأسرار أخرى تخللت تلك الفترة الحرجة من التاريخ الحديث للدولة الجزائرية . هل كنت على تواصل مع الرئيس ليامين زروال طوال فترة حكمه؟ تقريبا. ما يمكن أن أقوله عن زروال لا يستطيع أن يفيه حقه للعديد من الأسباب، السبب الأول هو إخلاص هذا الرجل وصدقه، السبب الثاني وفاؤه لوطنه وللأطر التي يعمل معها من صغيرها إلى كبيرها، والسبب الثالث هو أخلاق هذا الرجل العالية: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. هذه الأخلاق والقيم والمبادئ وحب الوطن الذي يتمسك به هذا الرجل بغض النظر عن الأمور الشخصية، فأنا لا أتدخل في الأمور الشخصية لسياسي، ولكن أقول وأكرر أنني لا أنسى.. لا أنسى وأبقى أتذكر دوما ليامين زروال الرجل الريفي، المجاهد، الضابط، الرئيس المتواضع، زروال لم يعطني شيئا ولم أكن أعرفه من قبل. وعندما جاءت فرصة التعامل معه عرفت أنه رجل ديمقراطي وكان في نيته فعلا أن يحول الجزائر إلى بلد ديمقراطي حقيقي. السبب الآخر الرابع والخامس والعاشر والألف هو زهد الرجل في الحكم. وهذا أمر صعب قلما نجده في مثل هذه الأوقات في عالمنا الثالث بالخصوص أين يقتل الملايين من أجل السلطة. كل ملفات الأزمة كانت بصمة الرئيس زروال، مرسومة عليها وستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وكمثال كان الرئيس زروال في كل افتتاح سنة برلمانية، يجتمع بمكتب المجلس الموسع وليس الضيق، والذي يضم رؤساء اللجان ويستمع للجميع كل يدلي برأيه. وكل شخص حر في طرح ما يراهوما يلمسه وما يشاهده، وما يفكر فيه. هذا هو زروال الرئيس، هذا هو زروال الجنرال. عرفت عهدة الرئيس ليامين زروال تسجيل بصمة راسخة وهي ترسيم اللغة العربية كلغة للإدارة، كيف تم ذلك؟ تصوروا، رئيس المجلس الأعلى للدولة، المرحوم علي كافي، كان معربا وكان من أوائل من اقترحوا هذا القانون قبل توليه رئاسة المجلس، ولكنه أوقف القانون عندما أصبح رئيسا. وعندما جاء زروال سمح بمناقشة هذا الملف ولأول مرة في التاريخ الحديث للجزائر يناقش هكذا ملف، وأعطى للغة العربية مكانتها وحقها قانونيا في الجزائر ويبقى التط