الضغط النفسي يولّد السلوك العدواني يؤكد علماء الاجتماع، أن مرور الجزائريين بمرحلة العشرية السوداء ومواجهتهم للظروف المادية الصعبة زرعت لديهم السلوك العدواني نتيجة تراكم الضغوط النفسية خاصة أن الضغط يولد الإنفجار، كما أضافوا أنهم يحاولون تفريغ الكبت سواء بالعنف اللفظي أو الجسدي، كما أن غياب ثقافة التعامل والحوار المبني على الإحترام بالمجتمع الجزائري من بين أسباب استخدامهم للعنف، من جهة أخرى أكدوا أن استخدام أسلوب التجريح والاستفزاز عادة ما يثير غضب الطرف الأخر خاصة إن كان سريع الإنفعال أو مصابا بالقلق أو العصبية الشديدة ما يدفعه إلى الخروج عن وعيه، أما مختصو علم النفس فيرون أن عقدة النقص عند بعض النساء هي الدافع الأساسي وراء استعمالهن للعنف اللفظي، خاصة أن الأنثى تسعى باستمرار لإظهار ذاتها مستعملة شتى الوسائل، ومن أكثر ما تلجأ إليه هو تشبهها بالرجل على اعتبار أنه خصمها الأزلي، وبالتالي فاستعمالها لمثل تلك العبارات الفاحشة ما هو إلا تعبير عن رغبتها في الظهور أو إبراز الشخصية القوية. سب الدين محرم في الإسلام إعتبر علماء الدين، أن سب الله ورسوله كفر وخروج عن تعاليم الدين الحنيف، كما أن توجيه الشتائم القبيحة للغير محرم في الإسلام، حيث رد شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله عن سؤال يخص حكم سابّ الله عز وجل قائلا “إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهر وباطن، سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحيلاً أو كان ذاهلاً عن اعتقاده”. فيما يذهب الكثير منهم إلى جعله ردّة أو كبيرة تستلزم التوبة، ومن سب الدين من المسلمين فإن الشرع يحكم عليه بالردّة، أي الخروج عن الإسلام، فيستتاب ثلاثة أيام مسجونا بدون ضغط عليه ولا منع من الطعام والشراب، فإن تاب الله عليه، وإن لم يتب قتِل كفرا.
بعد أن كان المجتمع الجزائري تسوده الحشمة والاحترام وكانت تميزه الحرمة والأمان، حيث اختار الشباب إستخدام العنف اللفظي أو الجسدي لمجرد نشوب شجار بسيط غالبا ما ينتهي بارتكاب جرائم بشعة، في المقابل لم يعد الإحترام سائدا في شوارع العاصمة، حيث لم يجد شباب اليوم أي حرج في التلفّظ بكلمات فاحشة وبذيئة أو سب الدين أمام مرأى الجميع، حيث بات من المألوف بالشوارع أو الحافلات أن تسمم مسامع المارين كلمات سوقية فاحشة مخلّة بالحياء، أو تصدر من أفواه المواطنين عبارات بذيئة والغريب أن سب الدين لم يقتصر على الجنس الخشن، بل بات من نصيب بنات حواء اللواتي تجردن من خجلهن وأنوثتهن وبات السلوك العدواني وسيلة لإبراز قوتهن في الشوارع، فقررن نزع ثوب الحياء والتصرف بخشونة.