ساهمت الشاعرة أروى الشريف، في تفعيل المشهد الثقافي بالبلاد من خلال إصدارها الأخير المتمثل في مجموعة شعرية تحمل عنوان «مرايا زرقاء»، عن دار «الروح» من الحجم المتوسط، وشملت هذه المجموعة 32 قصيدة. أهدت الشاعرة مجموعتها الجديدة إلى والدها الروائي «أحمد بن الشريف»، لتكون سليلة قامة إبداعية تعد مصدر إلهامها الأول، حيث اعتبرت الإصدار عربون عرفان محبة أدبية لوالدها، ولاقت التجربة –كما ورد في موقع الجلفة أنفو»-استحسان الكثيرين ممن وجهوا لأروى نقدا انصب حول مضمون مجموعتها الشعرية، حيث كتب البعض أن هذه التجربة الإبداعية تقوم على أساس انعكاس اللون الأزرق في مرايا النصوص التي تتوسع بتأثير فعله مسهما في تفعيل مسارات جديدة لإثارة الصور الشعرية السحرية في ذاكرة المتلقي. ويطرح عنوان هذا الديوان أسئلة متشاكلة بين نصوصه التي تنقسم إلى مجموعتين شعريتين، حيث وجّهت الشاعرة خطابها الشعري كنبع جمالي من آلية المكاشفة البصرية بين مرايا اللون الأزرق وموجهات النّص، وتحمل شعرية «الزرقة» أهمية معقدة ذات طابع إشكالي، كونها ترتبط بالتراث العالمي في أنساق التعبير والإيحاء، وهنا تكمن صعوبة اللغة المستعملة، وكيفية تصوير وإبداع لون أزرق يطفو على كل النصوص. وتبدأ رحلة الشاعرة، بالغوص في بحر من الإشارات الصوفية والدلالات التي تعكس مقامات ومرايا اللون الأزرق من سماء وماء وجبال «أهقار»، تتفجر منها نواة الإبداع والمخيال البعيد المدى، إذ تتمكن الشاعرة من تطوير أدوات الكتابة بلغة شعرية زرقاء معتمدة على تقنية «التناص» مع نصوص تؤثث لخطاب سردي، بحيث يمّكنها من ابتكار لغة نثرية لا تقوم على الإبلاغ والإخبار، بل على زخم ووهج صور شعرية جديدة تنبع من عناصر الزرقة، الصهيل، البريق، دم الحريق حتى تتناسب مع موضوع كل قصيدة بشعرية التصوير والإيحاء. وتركز الشاعرة على تشكيل فضاء النص مستلهمة «العناصر الزرقاء» من بيئتها لتبعث الواحات من صمتها بألوانها الذهبية وتحولها إلى ألوان البحر والسماء وتمزج ألوانها الصحراوية بحميمية المشاعر وتنقل العرش إلى عرش الإنسان الأول حيث يكون الماء عنصر التكوين الأول وتلقي الضوء على رموز تجردت من بيئتها البكر. وتعتبر أروى الشريف، شاعرة ومترجمة وناقدة من مواليد 1971، بالعين الصفراء في النعامة، تمارس مهنة أستاذة اللغة الفرنسية في الطور المتوسط، عملت مستشارة أدبية في مسرح تلمسان، وحازت على العديد من الجوائز، أهمها المرتبة الأولى في مسابقة أحسن قصيدة بين عامي 2007 و2008 بتلمسان، وكرمت في عيد المرأة سنة 2012 لنشاطاتها الثقافية والأدبية بالنعامة