يناشد سكان بحي "سكانة" الفوضوي، ببلدية حمادي ببومرداس، السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية بضرورة التدخل لإيجاد حل فوري لهم وإعادة إسكانهم في منازل تليق بالبشر حسب قولهم نظرا للوضعية المزرية التي يتقاسمونها يوميا، وقال السكان في حديثهم "للسلام" أنه سبق لرئيس الدائرة أن وعدهم أكثر من مرة بأنه سيتم ترحيلهم إلى سكنات إجتماعية لائق في أقرب الآجال، إلا أن وعوده لم ترى النور بعد. وهدد السكان أنه في حالة عدم ترحيلهم إلى سكنات لائقة في الأشهر القليلة القادمة سيتم قطع الطريق وتصعيد الاحتجاج، لاسيما أن جل أبنائهم أصيبوا بطفح جلدي وأمراض إلى جانب أمراض الحساسية، مضيفين أن التهميش طالهم منذ السنوات الأولى للاستقلال، حيث لم يعرف الحي عمليات ترحيل منذ أكثر من 40 سنة، بشهادة سكانه، رغم أن معظمهم قد تم احصاؤهم، آخرها عام 2007، إلا أن ذلك لم يشفع لهم في الترحيل، كما أعرب السكان عن استيائهم وامتعاضهم من الوضعية المزرية التي يعيشونها رفقة عائلاتهم في بيوت لا تصلح لإيواء البشر، جراء سياسة التهميش واللامبالاة الممارس بحقهم من قبل المسؤولين المحليين المتعاقبين على البلدية، واستنادا إلى تصريحات أحد القاطنين الذي اشتكى ضيق المسكن الذي يقيم فيه منذ عقود، حيث يقيم به 19 فردا من عائلته في ثلاث غرف ضيقة، ودون مطبخ. كما أشار المتحدث، إلى أن المعيشة أصبحت لا تطاق في بيته بسبب إقصائهم من عملية الترحيل، إذ يجد صعوبة في النوم والتحرك في مساحة ضيقة لا تتعدى الأمتار، وما زاد الطين بلة، معاناة عديد الشباب بالمنطقة من البطالة، على الرغم من طلبات التوظيف التي أودعوها لدى مصالح المجالس الشعبية المتعاقبة، لتوفير مناصب شغل لهم، ولو في إطار عقود ما قبل التشغيل أو الشبكة الاجتماعية، إلا أن هذه الأخيرة لم تكثرت للأمر، مكتفية بالوعود، وتتضاعف معاناة سكان حي "سكانة"، مع حلول فصل الشتاء، حيث تغمر مياه الأمطار البيوت الهشة، ملحقة خسائر عديدة بممتلكات القاطنين، مثلما حصل السنة الماضية، أين أغرقت المياه الأثاث والأجهزة الإلكترونية، وجعلت العائلات تبيت الليالي المتتالية مستيقظة مخافة الفيضانات، واضطر بعضهم المكوث مع عائلتهم عند الجيران، فيما قال قاطن آخر بذات الحي، إنهم يعيشون ظروفا معيشية صعبة، بسبب غياب الغاز الطبيعي، إذ يضطرون لقطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام من أجل اقتناء قارورة غاز البوتان من البلديات والأحياء المجاورة، مضيفا أن سكان الحي يعانون أيضا من غياب قنوات الصرف الصحي، مشيرا إلى أن المشروع الذي أنجز لم يشمل كل سكنات الحي، ما انعكس سلبا على صحة السكان، مبديا خشيته من اختلاط المياه القذرة والأوساخ بالمياه الصالحة للشرب، وما قد تخلفه من أمراض معدية وأوبئة فتاكة في وسط السكان، كما أضاف المتحدث، أنه بسبب انتشار الأوساخ والنفايات، أصبح البعوض والحيوانات المتشردة تحوم بمحيط بيوتهم، ما أدى لإصابة العديد منهم، وأمام استمرار هذه الأوضاع المزرية، التي يتقاسمها هؤلاء السكان هددوا بتصعيد الاحتجاج إن لم تلق طلباتهم آذانا صاغية.