كشفت الأمطار المتساقطة على ولاية سطيف، خلال اليومين الماضيين عيوب مشاريع الري بمختلف أنواعها والتي أنجزت مؤخرا فقط بمختلف المدن ملتهمة مبالغ مالية خيالية. يرى المختصون أن الشلل الذي مس حركة المرور والانهيارات الجزئية لبعض المساكن وغمر أحياء بكاملها في برك عملاقة تشكلت في ظرف دقائق معدودات سببه الرئيسي انسداد قنوات الصرف الصحي، وانعدام دراسة واضحة تجاه مشاريع الأشغال العمومية، وخلقت التقلبات الجوية الأخيرة موجة غضب شديدة وسط السكان المتضررين حيث انتفض سكان حي 400 مسكن بمدينة سطيف بعدما غمرت المياه أجزاء من بعض السكنات بسبب انسداد قنوات الصرف الصحي التي تم إعادة تهيئتها في الآونة الأخيرة فقط من طرف مقاولة خاصة. وأدى تهاطل الأمطار الطوفانية إلى تشكل بركة مائية كبيرة غمرت المحلات التجارية، إضافة إلى انقطاع الطريق المؤدي إلى بعض العمارات، هذا الحال نجده في عدد من الأحياء الأخرى التي غمرتها حيث أبدى سكان مدينة بوقاعة في المنطقة الغربية استيائهم الشديد تجاه الوضع الذي خلفته الأمطار وتلك البرك العملاقة التي منعت السكان من الخروج حتى من سكناتهم، كما لوحظت أكوام عملاقة من الأتربة والطين وسط الطرقات جرفتها المياه من المناطق المجاورة للمدينة، في حين جدد سكان حي 50 مسكن بمدينة تيزي نبراهم التابعة لبلدية تالة إيفاسن الواقعة شمال الولاية ندائهم الهادف إلى لفت انتباه المصالح المعنية إلى هذا الحي الذي يعيش حالة كارثية، فالمياه المتجمعة بسبب انسداد القنوات التهمت كل الأساسات للعمارات الأمر الذي يهدد بعضها بالانهيار في أية لحظة، علما بأن الحي قد استفاد من مشروع ترميم لكنه لا يزال حبرا على ورق لذا يطالب السكان المصالح المعنية بضرورة التدخل وانتشالهم من خطر بات يهدد حياتهم وحياة أولادهم في كل لحظة. ومن جهة أخرى، شلت حركة الطرقات بعدد من المحاور على غرار طريق "الموت" رقم 75 بمنطقة الموان إضافة إلى تسجيل حوالي 3 حوادث جسيمة، كما عرفت الحركة اختناقا كبيرا بكل من مدينتي بوقاعة والعلمة، وطالب السائقون من السلطات التحقيق في أشغال انجاز هذا الشطر بعدما تحول إلى شبه بحيرة بسبب انعدام قنوات صرف المياه الجانبية أو عبر المنحدرات بحيث تتوقف حركة السير بعد دقائق فقط من سقوط الأمطار وفي ظل هذا الوضع أكد لنا مصدر من الحماية المدنية أن ولاية سطيف قد شهدت تدخلات عديدة خلال الأيام الماضية خاصة في بعض النقاط المعروفة بكثرة الحوادث، وذلك على مستوى كل من مدينة بئر العرش، حي 400 مسكن وأحياء من مدينة العلمة، والتأهب الكبير للمصالح المعنية جعلها تتمكن من تطويق الوضع في ولاية سطيف إذ عززت وحدات التدخل حسب ذات المصدر بكافة الوسائل اللازمة المادية و البشرية، فيما لا يزال السكان يلحون على ضرورة فتح تحقيقات حول مشاريع الري خاصة تلك التي أنجزت حديثا لكنها فشلت في أولى مراحل التساقط.