شنت قوات تابعة للزعيم الليبي السابق المطاح به معمر القذافي هجوما هو الأول من نوعه استهدف مصفاة في راس لانوف كانت تعمل بقدرات محددة، ولكنها متهيئة لبدء التصدير إلى أوربا لا سيما إلى الحليف النفطي إيطاليا. وذكرت أكثر الوكالات الأوربية المتمركزة في طرابلس وبنغازي نقلا عن شهود عيان أن قوات الزعيم الليبي المطاح به معمر القذافي هاجمت البوابة الأمامية لمصفاة نفطية على بعد 20 كيلومترا من بلدة راس لانوف الساحلية يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل 15 حارسا وإصابة اثنين، وقال رمضان عبد القادر بحسب ما ذكرته الوكالات- وهو أحد العاملين في المصفاة والذي أصيب خلال الهجوم في قدمه أن نحو 14 أو 15 شاحنة جاءت من ناحية سرت معقل القذافي صوب راس لانوف، وقال أيضا: »سمعنا إطلاق نار وقصف نحو الساعة التاسعة صباحا« من جانب الموالين للقذافي. وذكر أنه ورفاقه كانوا نائمين حين هاجمت القوات الموالية للقذافي المصفاة، ويسيطر المجلس الوطني الانتقالي الذي يحكم ليبيا الآن بعد الإطاحة بالقذافي على المصفاة وشاهد مراسل لوكالة »رويترز« 15 جثة لرجال بها طلقات نارية في مستشفى راس لانوف، حيث يعالج الجرحى. وتناثرت الدماء على الأرض والمصفاة التي يطلق عليها (شركة راس لانوف لتصنيع النفط والغاز) لم تكن تعمل بالكامل. وأضاف شهود أن نحو 60 من العاملين بالمصفاة كانوا هناك وقت وقوع الهجوم. وقال مسؤول بوزارة النفط المؤقتة أن ميليشيات القذافي هي المسؤولة عن الهجوم، وربما جاءت من الصحراء وتابع أنه كان هناك بعض العمال داخل المصفاة يقومون بإعدادها وتنظيفها لكي تعمل من جديد. وقال محمد الفرجاني، وهو مهندس في المصفاة لم يكن موجودا وقت وقوع الهجوم، أن الهدف من الهجوم هو ترويع الحراس والمقاتلين وتعطيل بدء إنتاج النفط. وأعلن محمود جبريل رئيس الوزراء الليبي المؤقت يوم الأحد، أن ضخ النفط الليبي بدأ من موقع لم يكشف عنه ووعد بمزيد من الإنتاج في المستقبل القريب وقالت شركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) الليبية يوم الإثنين أنها استأنفت الإنتاج من حقل السرير شرق البلاد. وأوضحت أن الإنتاج حاليا 50 ألف برميل يوميا. لا شك أن القذافي مقتنع تمام القناعة أن السبب الأول للحملة الغربية على ليبيا هو النفط الليبي، فأراد أن يعطل المصافي ليجعل النتائج المحققة ترجع إلى نقطة الصفر، فبرأيه إذا تم تعطيل المصافي وإيقاف الصادرات البترولية إلى أوربا كان ذلك بمنزلة الضربة القاضية للثوار وللعواصم الغربية.