أرجع رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''سنابست''، سبب استمرار خروج تلاميذ الأقسام النهائية إلى الشوارع عبر مختلف ولايات الوطن إلى انعدام الحوار، مضيفا بأن ''وزارة التربية الوطنية مطالبة بأن تُعامل التلاميذ على أنهم متمدرسون بالغون وليس كأطفال صغار مثلما يجري حاليا''. بالرغم من إعلان وزارة التربية الوطنية في مراسلة وقعها المفتش العام للبيداغوجيا عن الرجوع إلى نظام العتبة خلال امتحانات البكالوريا المقررة في 3 جوان المقبل، لا يزال التلاميذ مصرون على البقاء في الشوارع، وهو الأمر الذي أوعزه مزيان مريان في تصريح أدلى به ل''الخبر''، أول أمس، إلى تقصير السلطات الوصية في ربط قنوات الاتصال مع التلاميذ، حيث كان من المفروض على مسؤولي هذه الأخيرة أن يبادروا إلى إرساء تقاليد جديدة داخل المؤسسات التربوية منذ بداية الموسم الدراسي من خلال عقد جمعيات عامة مع التلاميذ تنتهي بانتخاب ممثلين عنهم، تفاديا لوقوع مثل هذه الاضطرابات في وسط السنة. وبرأي مريان، الذي شدّد على معارضة نقابته قرار العودة إلى نظام العتبة المطبق منذ عدة سنوات، فإن استمرار بعض التلاميذ على موقفهم مقاطعة الدراسة إلى غاية تحقيق مطالبهم، معناه بأن الوصاية لم تحاور هؤلاء، ولم تنجح في إقناعهم بالتدابير التي اعتمدتها إلى حد الساعة، متسائلا بالقول، لماذا انتظرت مصالح الوزارة حتى خرج التلاميذ إلى الشوارع لتقرر اعتماد نظام العتبة من جديد، متحججة بأن هذا النظام أثبت ملاءمته التربوية والتعليمية، واستجاب لكل الضوابط البيداغوجية؟ ودعا ذات المتحدث إلى ضرورة تجنيد الطواقم المتخصصة التي يملكها القطاع بشكل مستعجل، وعلى رأسها الأخصائيون النفسانيون والتربويون من أجل فتح نقاش واسع مع التلاميذ المحتجين، للاستماع إلى انشغالاتهم ومشاكلهم، والشروع في حلها بشكل عملي وسريع تفاديا لأي انزلاقات، خاصة وأن المحتجين يُجمعون على مسألة حشو الدروس والحصص الإملائية بدل حصص الاستيعاب والفهم.