تستقبل الوكالات المحلية لتشغيل الشباب عددا لا بأس به من طالبي العمل، الذين يقصدون الوكالة بصفة منتظمة ويشكلون طوابيرا يومية، أملا في الحصول على منصب عمل عن طريق هذه الأخيرة، بعد أن أوصدت كل الأبواب في وجوههم. تفتح هذه الوكالات أبوابها بغرض المساهمة في توفير مناصب شغل للشباب العاطلين عن العمل في شكل مؤطر، إذ تدرس ملفات طالبي العمل من طرف موظفي الوكالة، بعدها تمنح لهم بطاقة تحمل أسماءهم،التخصص وتاريخ التسجيل، ليطلب منهم بعدها الانتظار إلى أن يحصلوا على طلب في إطار تخصصهم من إحدى المؤسسات. قصدنا الوكالة المحلية لتشغيل الشباب بحسين داي لمعرفة انشغالات الشباب البطال عن كثب وعن حقيقة مساهمة الوكالة في توفير مناصب عمل لهذه الفئة، وتحدثنا إلى مجموعة من الشباب، حيث أبدى الكثيرون انزعاجهم من عدم منحهم الوقت الكافي من اجل طرح انشغالاتهم بسبب العدد الكبير للطلبات،كما ركزوا على نقطة تحديد عدد معين يوميا من أجل دراسة ملفاتهم، إذ تمنح حوالي ثلاثين تذكرة انتظار تبين رقم كل واحد على الساعة الثامنة صباحا، وأن التأخر مجرد نصف ساعة عن هذا الموعد يحرمهم من الحصول على دور مما يضطرهم للانتظار إلى اليوم الموالي. بعض هؤلاء الشباب الذين التقيناهم عند المدخل أبدوا يأسا كبيرا من حصولهم على منصب عمل بهذه الطريقة، خاصة وأن عددا كبيرا منهم مضى على إيداع ملفاتهم أكثر من سنة دون جدوى، إذ أنهم وحسب تصريحاتهم يقصدون الوكالة بشكل مستمر، آملين أن يكون أحد الأيام يوم حظهم فيحصلون على منصب، لكن يخيب أملهم بمجرد سماع العبارة التي أكدوا أنهم تعودوا عليها ويتوقعون سماعها في كل زيارة «هذا التخصص ليس مطلوبا كثيرا، عد الأسبوع القادم». وكثيرا ما يدفع طول الانتظار والزيارات المتكررة لهذه الوكالات طالبي العمل إلى اتخاذ قرارات في لحظة غضب قد تكلفهم الكثير، حيث أشار محدثونا إلى قيام بعض الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد بتمزيق شهادة النجاح بعد أن بلغوا حالات متقدمة من اليأس في الحصول على وظيفة. وقد كانت أهم النقاط التي ركز عليها محدثونا هي الشروط المطلوبة من قبل المؤسسات التي تتعامل مع وكالة التشغيل، إذ أن الكثير منها تشترط الخبرة في المجال، مما يضع معظم الشباب ممن لم يسبق لهم العمل خارج دائرة المطلوبين، بالإضافة إلى ندرة المناصب في بعض التخصصات التي يقل الطلب عليها من قبل المؤسسات. وكل هذه الانشغالات التي يطرحها الشباب يوميا في وكالات التشغيل، تعد بمثابة عراقيل تعترض طريق هذه الفئة وتعيقهم عن المضي قدما من أجل تأمين مستقبلهم، خاصة وأن بقاءهم في عالم البطالة يجعلهم يشعرون أن كل الأبواب موصدة في وجوههم.