يعيش الآلاف من العمال عبر بلديات سطيف حالة من التعاسة والإحباط بسبب التأخر الفادح في صب المنح الشهرية، خاصة وأن دخل هؤلاء ضعيف وإمكانية ادخار مبالغ مالية تكون ضربا من الخيال، ما جعل الكثيرين منهم سيما الذين يعولون عائلات كبيرة يلوحون بالتوقف عن العمل والاستقالة، فيما قرر السواد الأعظم التفكير الدخول في إضراب مفتوح عن العمل، وحسب معلوماتنا فإن عدد العمال الذين تعنيهم المشكلة يقدر بما يزيد عن 10 آلاف عامل لم يتلقوا أجورهم لأزيد من شهرين متتاليين، مما أثر على وضعيتهم الاجتماعية بشكل أصبح لا يطاق على الإطلاق، هذا التأخر المسجل من قبل الجهات المعنية في صرف رواتبهم التي لم تسدد منذ شهرين، أدخلهم في أزمة مالية أدت إلى إحباط نفسي شديد لدى الكثيرين منهم خاصة إذا علمنا أنهم أرباب أسر ومسؤولين عن عائلات فمنهم من لم يستطع حتى توفير علبة حليب لفذات أكبادهم في حين البعض الآخر فضل الاستدانة من أصحاب المحلات والبعض الآخر قضى هذه المدة دون أموال فعجزوا عن توفير المتطلبات الضرورية لعائلاتهم، وطالب هؤلاء الهيئات المختصة بالتدخل العاجل من أجل النظر في القضية التي تكررت للمرة الثانية مع بداية كل سنة جديدة، بعد تلك التي عاشوها خلال السنة الماضية، بسبب عدم تأشير المراقب المالي بهذه البلديات على وضعيتهم المالية. وحسب المعلومات المتحصل عليها من جهات مختصة فإن تمديد الميزانية لمدة شهر في سنة 2014 كان سبب هذه الأزمة الحادة نتيجة تداخل ميزانيتين للسنتين الماليتين 2014 و2015، بالرغم من أن العمال المعنيين كانوا ارتاحوا لقرار السلطات الوصية بتوظيفهم نهائيا وترسيمهم في مناصبهم التي تحصلوا عليها كمتعاقدين في بداية الأمر حيث أجريت لهم مسابقة داخلية على أساس الشهادة في التوظيف عن طريق المقابلة، لكن فرحتهم لم تدم طويلا لعجز الهيئات المختصة عن صرف أجورهم ومستحقاتهم المالية العالقة. أمام كل هذا اختار بعض العمال المضي في إجراءات الاستقالة من مناصبهم كما حدث ببلدية ماوكلان شمال غرب الولاية،بحيث صرحوا للجريدة أنهم باتوا يعانون من قلة "الشهرية" وتأخرها المتكرر .