نشر ناشطون ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الأنترنت فيديوهات منقولة عن وكالات أنباء عالمية تظهر بشكل جلي وجود ضباط أجانب يقودون الثوار في مواجهة كتائب القذافي، رغم التكتم الذي يبديه المجلس الانتقالي حول الملف. ويتداول ناشطون من معارضي التدخل الأجنبي في ليبيا هذه الأيام على شبكتي يوتيوب وفايس بوك شريط فيديو منقول عن وكالة الأنباء الفرنسية، يظهر ضابطا من قوات المارينز الأمريكية يقود فوجا من الثوار بمدينتي مصراتة وبنغازي، حيث يصرح ذات الضابط للوكالة بأنه وصل ضمن بعثة لتدريب قوات المجلس الانتقالي على تحرير البلاد من قبضة القذافي وكتائبه. ووضع الناشطون الليبيون عنوانا للفيديو يقول “أحد قادة المارينز الذين يقتلون الشعب الليبي المسلم” في إشارة إلى أنه دليل على أن قوات المعارضة الليبية لم يكتف بدعم الغرب لها ماديا بالسلاح والقصف، وإنما بإرسال ضباط لقيادتهم وتوجيههم بشكل سهل عليهم حسم الحرب ضد الكتائب. وجاء في التعليق الذي أرفقه الناشطون بالفيديو “هاهم المرتزقة الذين يقتلون الشعب الليبي المسلم ويرتكبون أبشع الجرائم بحقه ولا تظهرهم وسائل الأعلام الصهيونية الناطقة بالعربية... هذا واحد من آلاف من المرتزقة الذين يحاربون الجيش الليبي”. ليضيف التعليق “هذا أحد الجنود الأمريكيين الذين يقاتلون ويقودون عصابات الإجرام في بن غازي ومصراته التي تقتل الشعب الليبي وترتكب ضده المجازر، وها هو قائد إحدى فرق المرتزقة وهاهم ثوار الناتو الذين يتبعونه”، ويتضمن التعليق انتقادا ضمنيا للقنوات الفضائية العربية بشكل خاص والتي تتغاضى عن الحديث عن وجود ضباط غربيين يقودون الثوار على الأرض وتركز حديثها عن وجود مرتزقة أفارقة يقاتلون إلى جانب كتائب القذافي. وينفي المجلس الانتقالي الذي يقود المعارضة في ليبيا الأخبار المسربة حول وجود ضباط أمريكيين وفرنسيين وإنجليز يقودون الثوار على الأرض في مواجهة الكتائب، حيث يقتصر الحديث عن وجود خبراء فنيين فقط لمساعدة وتدريب المعارضة المسلحة التي تتشكل من متطوعين يشاركون لأول مرة في نزاع مسلح. كما أشارت مصادر أخرى أن الغرب الذي كان متخوفا من التواجد القوي لعناصر من القاعدة وسط الثوار الليبيين اشترط في بداية النزاع إرسال أسلحة وعتاد بوجود ضباط وخبراء مع المسلحين لمراقبة الوضع، وأعلنت كتائب القذافي مؤخرا اعتقال عشرات الضباط الفرنسيين والبريطانيين وحتى القطريين في بني وليد خلال مشاركتهم في عملية تحرير المدينة من سيطرة أتباع العقيد المطاح به وتجري مفاوضات سرية لتحريرهم. وقال أحد المستشارين العسكريين الروس للعقيد القذافي أن كتائب النظام أعدمت على الفور الضباط القطريين الذين تم القبض عليهم فيما تم احتجاز الضباط الغربيين للتفاوض.