صبّ والي ولاية وهران، عبد الغني زعلان، أمس جم غضبه على المقاولات المشرفة على مشروع إنجاز حديقة سيدي أمحمد وسط مدينة نظرا لرداءة أشغال الإنجاز وعدم إحترام للمقاييس المتفق عليها في دفتر الشروط، عكس ما كان متفقا عليه، متوعدا إياهم بقرارات صارمة ستصدر في حقهم في حال إستمر الوضع على ما هو عليه، بعدما قرر هدم ما بنوه و إعادة تشيده وفقا للمعايير المعمول بها . وأثناء تفقد الوالي للمشروع الذي خصص له مبلغ قدره 10ملايير سنتيم، جهر بعدم رضاه عن طريق تسيير المؤسسات المقاولات لأشغال الإنجاز ورداءة الأشغال، ولم يتمكن من كظم غيظه بالرغم محاولة المقاولات المشرفة على المشروع اللف والدوران لإظهار جودة عملهم وإحترامهم لمقايس الانجاز المعمول بها وتغطية "الغش" في الإنجاز، لكن ذلك لم يغير من الوضع وبدى جليا سوء الإنجاز وعدم مطابقتها لشروط دفتر الشروط المتفق عليها الأمر الذي جعل والي الولاية عبد الغني زعلان يصرخ في وجه المقاولات بنبرة حادة، واصفا إياهم ب "الخونة"، وخاطبهم قائلا "تأكلوا رزق الدولة، ما تحشموش، عيب عيب ...". الوالي وصف المقاولين ب "الغشاشين" .. وأمرهم بإعادة التشييد وفق المعايير المعمول بها وعلى إثر الفضيحة أمر زعلان مصالح البلدية بتسخير جرافات البلدية لهدم السور والأساسات الإسمنتية للحديقة وإعادة بناءها وفق المعايير المتفق عليها، مؤكدا للمقاولات التي عبثت بالحديقة ولم تحترم شروط ومقاييس العمل المتفق عليها بعدم صرف أي فلس لهم، حتى ينجز المشروع كاملا بالمواصفات المعمول بها. كشف تستر مسؤولي المشروع على التجاوزات .. وهددهم بعقوبات قاسية
في نفس السياق، لم يخف زعلان تلميحه للأمين العام لبلدية وهران ومسؤولي الرقابة التقنية في التواطؤ والتستر على المشروع " المغشوش" حيث قال للأمين العام بالحرف الواحد " لو لم يكمموا لكم أفواهكم بأشياء ثمينة لنطقتم اليوم"، ومن المتوقع أن لا تمر هذه القضية بردا وسلامة على هؤلاء المسؤولين من خلال إتخاذ إجراءات قاسية في حقهم وحتى المقاولات المشرفة على المشروع الذي تم هدمه لمرات عديدة بسبب سوء الانجاز وعدم مطابقته للمقاييس، حيث رجحت المصادر أن تقوم مصالح الشرطة الإقتصادية والمالية بفتح تحقيقات في القضية بسبب العش المفضوح وسوء الإنجاز بالرغم من ضخ الملايير لإنجاز المشروع الذي طالت مدّته، لكن سوء التسيير والتلاعب بالمال العام كان كان السمة الغالبة في المشروع، هذا وقد أمهل الوالي المقاولات أسبوعا لإعادة انجاز ما سيتم هدمه قبل أن يتم إحالة ملفاتكم على العدالة للفصل فيها.