تعرف منطقة الياشير، الواقعة عند المدخل الغربي لولاية برج بوعريريج، والتي تبعد عن عاصمة الولاية ب12 كلم بخدماتها السياحية المتنوعة منذ أكثر من 40 سنة لاحتوائها على قطب تجاري هام تصدرته انتشار المطاعم والمحلات التجارية والجزارين الذين يقصدهم الناس من كل النواحي، خاصة مرتادي الطريق الوطني رقم5 لاقتناء كل أنواع اللحوم والخدمات المطعمية المتنوعة. أمر يجبر أي مسافر عابر بالياشير في التوقف بها للراحة والأكل والاستجمام، هذا قبل أن يدخل مشروع القرن في الحسبان ويحدث تغييرا على الساحة التجارية بالمنطقة مباشرة بعد استكمال فتح الطريق السيار شرق غرب على طول 36 كلم بولاية برج بوعريريج بشطريه الشرقي والغربي، والذي كان له انعكاسات جد سيئة على تجارة تعتمد عليها آلاف الأسر القاطنة بمحاذات الطريق الوطني رقم 5 بالياشير التي وفجأة تحولت من منطقة زاهية ومزدحمة بالسيارات والحافلات ومرتادي الطريق إلى منطقة فارغة ويائسة تخاف أن تعبرها ليلا أو نهار خاصة في الأشهر الأولى من افتتاح الشطر الأول من الطريق السيار في 21 من شهر ديسمبر عام 2009، أين عرفت تجارة مطاعم وجزاري الياشير ركودا وتراجعا كبيرا بنسبة تفوق 60 بالمئة ، أدى بالبعض منهم إلى غلق محلاتهم وتسريح الشباب العامل بها وإحالتهم على البطالة بسبب انعدام الطلب على المحلات وهجرة الطريق من قبل المسافرين والعابرين واختيارهم الطريق السيار لكسب الوقت واختصار المسافات، الشيء الذي أرجع أهالي هذه المنطقة إلى نقطة الصفر واتخاذهم رحلة البحث عن مهن أخرى تكسبهم الرزق، في حين تساءل البعض الآخر في كون إذا كانت الدولة قد فكرت في مصير هاته العائلات وأهاليهم ومصير هؤلاء الشباب قبل اتخاذ القرار، ولكن ومع مرور أكثر من سنتين تقريبا اتضح أن الحياة التجاريةعادت إلى ما كانت عليه أو أكثر حسب ما أكده بعض المالكين في استطلاع لنا بالياشير العودة كانت بقوة بعد جمود لمدة فاقت الستة أشهر مطعم الوئام يتوسط بلدية الياشير كبير ويخضع لمقاييس الإطعام الجيدة أين اكد لنا صاحبه أن الفترة التي تم فيها فتح الطريق كانت صعبة للغاية، حيث عرفت جمودا كبيرا وتخوفهم كان شديدا ولكن ومع نقص المرافق بالطريق السيار و كون منطقة الياشير قريبة من المدخل الغربي للولاية امر سهل وإعاد الحياة التجارية للمنطقة كما كانت أو ربما بقوة أكبر من قبل مستعملي الطريق السيار الذي يخلو من المرافق الضرورية التي يحتاج إليها المسافرين. وفاء زبائنه لم يؤثر فيه المشروع إلى جانب هذا المحل وجدنا صاحب محل آخر بعد تردد قال إن تأثير الطريق السيار على نشاطه يعد نسبيا كون محله يقصده زبائن ظلوا أوفياء على امتداد 20 سنة، مضيفا أن الطريق السيار سهل مهمة التكفل بهم أحسن من وقت مضي في غياب الشاحنات والوزن الثقيل. ازدياد المطاعم بالمنطقة لكثرة الزبائن مطعم الشيخ عمار صاحبه قال لنا إن الطريق السيار سمح بفتح مطاعم أخرى بالمنطقة لكثرة الزوار خاصة عند مدخل الطريق بإتجاه البرج، أين يستحسن المسافرين عدم التوغل إلى وسط المنطقة، مما أدى بأصحاب المطاعم إلى تحويل أماكنهم إلى الجهة الأمامية التي تستقطب الناس أكثر، مرجحا هو الآخرسبب كثرة الطلب لانعدام الخدمة بالطريق السيار متمنيا بقاءه على حاله رغم تخوفه من المستقبل الذي يلوح بالأفق. جزار الأميرة من جهته أكد أن تجارته لم تعرف تذبذبا كونها لا تقتصر على العابرين فقط في حين أكد آخرون من نفس الحرفة أن الطريق السيار سبب لهم إفلاسا في بادئ الأمر، لأن تعاملهم كان مع المطاعم بنسبة كبيرة يعني العملية كانت استلزامية، حيث أكد البعض الآخر عزوفهم عن تربية المواشي وشرائها في تلك الفترة، لكن الحمد لله على كل حال. محطتان مجهزتان بكل المرافق شبح تجار الياشير رغم أن الظروف الحالية مستقرة إلا أن التجار كشفوا لنا عن تخوفاتهم من المستقبل القريب مع بداية استغلال محطات الخدمات بالطريق السيار، حيث ستحظى منطقة البرج بمحطتين الأولى بالمدخل الغربي للولاية البيبان والثانية بالمدخل الشرقي عين تاغروت والتي ستحوي كل المرافق الضرورية للمسافرين، من مطاعم وفنادق ودورات للميا ومحلات أخر ى الأمر الذي يوفر على مستعملي الطريق مشقة الدخول إلى الياشير، وهذا ما سيعيد الأمر إلى حالة الركود والكساد وعودة الكابوس الذي عاشوه منذ سنتين تقريبا، مطالبين بهذا الصدد تطبيق الوعود التي قدمت لهم فيعهد السيد الوالي السابق بمنحهم محلات على مستوى المحول لتفادي الغرق في شبح البطالة والفقر، إلا أن مصيرهم يبقى مجهولا إلى أن يكتمل مشروع القرن.