يعاني سكان قرية تاملاحت الواقعة ضمن إقليم بلدية أحنيف، شرق ولاية البويرة،من انعدام التنمية جراء غياب مشاريع تنموية، حيث لايزال التماطل يطبع مسؤوليها ورفضهم الاستجابة لانشغالاتهم المرفوعة، على غرارالغاز، اهتراء الطرقات وغياب الماء الشروب. لا يزال سكان قرية تاملاحت التي يقطنها أكثر من 1000 نسمة تعاني من التخلف والبدائية التي لازمتهم منذ الاستقلال، حيث لم تشهد القرية ولا مشروعا واحدا ضمن مخططات التنمية للبلدية، رغم تعاقب المنتخبين المحليين على مر السنين، فغياب المياه الصالحة للشرب عن حنفياتهم أرّق حياتهم اليومية في عز فصل الصيف ووصول درجات الحرارة إلى مستوياتها القصوى، فمنذ نصف قرن وهم يتخبطون في أزمة عطش، حيث لا يزال السكان يعتمدون على الوسائل البدائية في جلب المياه الشروب من الآبار والينابيع، خاصة وأن هذه الأخيرة بدأت تجف لارتفاع درجات الحرارة وكثرة الاستهلاك اليومي لهذه المادة الحيوية، الأمر الذي زاد من طين بلة، لتصبح حاجة قاطني القرية للماء حلما صعب المنال، لذا ينتظر السكان من المشرفين على بلديتهم الالتفات إليهم والوفاء بوعودهم في تزويدهم بالماء الشروب لإنهاء معاناتهم. كما يشكل غياب الغاز عن منازلهم هاجسا آخر يضاف إلى معاناة قاطني القرية خاصة في فصل الشتاء أين تزداد معاناتهم أكثر، فرحلة البحث عن قارورة غاز أشبه برحلة البحث عن كنز مفقود، حيث يضطر السكان للتنقل إلى البلديات والقرى المجاورة لجلب قارورة غاز واحدة وبأثمان باهظة جدا، كما أن هذه الظروف القاسية دفعت بالغالبية منهم للجوء إلى استعمال الحطب للطهي والتدفئة في أيام الشتاء. كما تتواصل المعاناة نفسها مع التلاميذ كل موسم دراسي، الذي لا تفصلنا عنه إلاّ أيام قلائل مع النقل المدرسي، ما دفع بالكثير من العائلات لتوقيف بناتهم عن الدراسة، فحسب السكان، فإن القرية تفتقر للنقل المدرسي، ما أثر سلبا على التحصيل العلمي للتلاميذ الذين يزاولون دراستهم بالمؤسسات المتواجدة بالبلدية المركز، لافتين في ذات السياق أن هذه المشاكل دفعت بهم الخروج إلى الشارع عدة مرات، إلا أن السلطات المحلية لم تحرك ساكنا لإيجاد الحلول المناسبة. وعليه يناشد سكان القرية الوالي الولاية التدخل شخصيا، والنظر في جملة الانشغالات المطروحة من أجل تحسين الإطار المعيشي لهم والخروج من دائرة العزلة المفروضة عليهم منذ الاستقلال.