يسجّل المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات سنويا من أربعة ألاف إلى خمسة ألاف قتيل بمعدّل 12 قتيلا بسبب حوادث المرور، فضلا على إحصاء ألفي معاق وتسجيل خسائر اقتصادية تقارب 200 مليار سنتيم، على حدّ ما كشف عنه شفيان علي رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية. وأضاف ممثل الجمعية خلال مشاركته في منتدى الأمن الوطني في طبعته ال 98 بالمدرسة العليا للشرطة علي تونسي بشاطوناف، أن60 بالمئة من الشباب تحصّلوا على رخص سياقة جديدة أقل من سنتين، ما يجعلهم أكثر الفئات عرضة إلى مخاطر حوادث مرور. وفي السياق، أكّد المتدّخل أن الجمعية الوطنية للسلامة المرورية راسلت وزارة التربية طالبة إدراج مادة التربية المرورية في البرنامج الدراسي في إطار السياسية المنتهجة على المستوى البعيد بهدف تكوين"سائق مثالي"، كما انتقد شفيان علي قلّة عدد الجمعيات النشطة في مجال الوقاية من حوادث المرور والتي لا يتجاوز عددها 10 من أصل 90 جمعية نشطة على المستوى الوطني في مجالات مختلفة. كما دعا المتحدث إلى ضرورة التنسيق مع وزارة الشؤون الدينية لزرع الثقافة المرورية، من خلال تجنيد الخطاب الديني وتفعيل دور المسجد في محاربة الظاهرة. من جهته ، انتقد طابول نور الدين ممثل عن مركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات نظرة وتعامل الفرد مع المركبة والذي وصفها ب "غير علمية وغير منطقية "، كما ربط انتشار حوادث المرور بأبعاد أخرى تتعلق بالجاني التكويني، الثقافي والتربوي. وأحصى المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات خلال ال 10 أشهر الأخيرة من السنة الجارية 31544 حادث، خلّف 3952 قتيلا و48745 جريحا منها 15034 حادث على مستوى المناطق الحضرية أسفر عن 3256 قتيلا و11630 جريحا، إضافة إلى 16510 حادث في المناطق الريفية خلّفت 696 قتيلا و32115 جريحا. ومقارنة مع السنة الفارطة، سجّلت نفس الهيئة انخفاضا ب 1209 حادث مرور في المناطق الحضرية وب3284 حادث في المناطق الريفية مع تسجيل انخفاض في عدد القتلى ب 219 حالة، وعدد الجرحى ب 1450 حالة على مستوى المناطق الحضرية، كما انخفض عدد القتلى ب 3256 حالة وعدد الجرحى ب6928 حالة في المناطق الريفية مقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة. من جهتها أحصت المديرية العامة للأمن الوطني خلال ال11 شهرا الأخيرة 15221 حادث مرور أدّى إلى مصرع 760 شخص وإصابة و18165 آخرين. ومقارنة مع السنة الفارطة، سجلت مصالح الأمن العمومي على المستوى الوطني انخفاضا في عدد الحوادث ب 1184 حادثا بنسبة 7.22 بالمئة، مع انخفاض عدد الوفيات ب 29 حالة بنسبة 3.68 بالمئة فيما انخفض عدد الجرحى ب 1309 جريح بنسبة 7.05 بالمئة. وفي ذات الشأن، شدّد رابح زواوي على ضرورة الفحص التقني المسلح للمركبات وإلزامية مراقبة الآلات المستخدمة في ذلك، كما طرح خلال تدخله مشكل التخطيط العمراني وعلاقته بالشبكة الطرقات والكثافة السكانية وهو ما يتطلب دراسة موسعة لخلق مخططات النقل بهدف تفادي الزحام وحوادث المرور، مشيرا إلى أهمية تجنيد منظومة الإسعاف وتسطير مناهج تربوية لمكافحة الظاهرة.